هي مؤامرة علنية لإبادة العرب وتحديداً أهل السنة تجري اليوم أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، فضمير الأمة العربية والعالم بات مستتراً، تقديره الصمت، مجلس الأمن إن كان مهتماً حقاً بإحقاق الأمن في العالم عليه أن يهرع أولاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في حلب سوريا، فما يحدث فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر!
ما يحدث في حلب أكبر دليل على خديعة مشروع حقوق الإنسان وأن الأمم المتحدة مخترقة بالفرس والصهاينة، معاول القتل والإبادة الإيرانية المتطرفة اليوم في سوريا والعراق والأحواز وإيران والتي إجرامها يتجاوز أعراف حقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة لم تأتِ عبثاً بل هي ضمن مخطط كبير أكبر مما يتصوره الكثير من العرب في أن إيران تود بسط نفوذها واحتلال الأراضي العربية وإقامة المد الصفوي إلى داخل شبه الجزيرة العربية، فهذه نظرة قد تشمل الأعوام المقبلة فعلاً ولكنها أيضاً قصيرة المدى فماكينة القتل والإبادة الجارية لإنهاء العرق العربي وتحديداً أهل السنة والجماعة لها مخطط طويل ظاهر باسم إيران لكن باطنه مشروع آخر مختلف تماماً!!
نخشى أن ما يحدث في سوريا اليوم من مؤامرة دولية تتم بمباركة دول كبيرة متآمرة مع النظام الجائر نظام بشار الأسد هو سيناريو آخر عما حصل في العراق العربية التي تقع اليوم تحت نفوذ الميليشيات الإيرانية، وقد تحولت إلى أرض خصبة لمعسكرات «حزب الله»، وباتت شوكة إرهابية في حلق الخليج العربي، حيث تصدر إليه الجماعات الإرهابية لإكمال هذا المشروع الضخم في القضاء على العروبة، فعندما ضاعت العراق فهم الكثيرون أبعاد المؤامرة الدولية فندموا على عدم نجدتها في وقتها.
سوريا كما العراق اليوم تهيأ الأرض فيها وتقتطف منها الأرواح وتجرف منها قوميتها العربية ومعالمها الإسلامية لأجل تهيئة الأرض للعصابات الإيرانية ولأجل تهجير أهلها العرب من أهل السنة وإحلال العائلات الإيرانية المتطرفة دينياً مكانها، ذلك هو الواقع وتلك هي الحقيقة مهما لونت بأن ما يتم في حلب هي حرب بين نظامها الجائر وبدعم من جماعات إيرانية متطرفة وبين جماعات «سنية» متطرفة، والخوف أن تصحو بعدها الضمائر العربية متأخراً لتكتشف أن سوريا تحولت هي الأخرى إلى ساحة حرب تصدر لنا العصابات الإرهابية في المنطقة، والمؤلم أكثر هو محاولة نظام بشار الأسد التقرب من مصر وهو أمر يوضح حقيقة المشروع الإيراني في المنطقة العربية وأبعاده الخطيرة.
إن عدم نصرة سوريا يعني إنهاء ثقافتها العربية ومعالمها الحقيقية من خارطة العالم لتستبدل بثقافات أخرى وغداً القريب عند أوطاننا سيأتي لنا أعداؤنا إن لم ننصر أوطاننا، هذه حرب إبادة تآمر عليها الإيرانيون والغرب والحقيقة تقول إنهم سيفعلون ببقية العرب مستقبلاً ما فعلوه في حلب، بل وأعظم من كل الجرائم التي تمت على أرضها، إن إيران وجه آخر لمخططات الصهاينة شئنا أم أبينا، إن مخطط المثلث الصهيوني المزمع إقامته من الفرات إلى النيل بات واضح المعالم اليوم لإقامة الدولة غير الشرعية إسرائيل وتمددها، هذه الأراضي التي تسلب باسم الطائفية المقيتة وعن طريق العصابات الإيرانية الإرهابية لن يدوم بقاؤها وسيذكرنا التاريخ القادم أن الهدف هو الحلم الصهيوني القديم في إقامة الدولة المعادية للعرب والمسلمين دولة الصهاينة إسرائيل، إن إيران ما هي إلا مقاول بناء وقتل للدولة غير الشرعية إسرائيل!
لا يغيب عنا أمام المؤامرات المحاكة محاولة اختطاف شرعية مصر وإشغالها بالفوضى الأمنية الداخلية والصراعات بين أطياف شعبها، إن الهدف من ذلك إبادة هذا الشعب العربي الحر وإقامة إسرائيل على حدود نهر النيل العظيم، كل هذه المؤامرات والألاعيب والأحزاب التي تدس السم في العسل لأجل هدف واحد لا غير، أن تكون هذه الدولة العربية التي تعتبر العمق الأمني لدول الخليج العربي مصيرها بيد القائمين على فوضى الأمن في المنطقة العربية، حتى تخلو الساحة للعدو الحقيقي الذي سيأتي وسيحتل الأراضي العربية بعد أن تهيأ لهم وتخلو من أهلها وسكانها الأصليين ليتم استبدالهم بالصهاينة، ولكن وعد الله حق، هذه الدولة مهما فعلت ومهما خططت، فإن الساعة تقوم فور تحقق نبوءة رسولنا الكريم، بأن الساعة تقول حينما يحل القتال بين العرب واليهود حيث قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد».
الإيرانيون اليوم يعملون على محو العروبة بالإبادة والإرهاب والصهاينة في الغد القريب إن لم نتحرك ونتحد ونبادر كعرب بالمواقف الحازمة سنجدهم في عقر دارنا وقريباً من حدودنا.