فيما يختص بما يهم الوطن العربي والوضع الأمني، سطر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد، اختصاراً رائعاً لما يجري في المنطقة، حيث أكد أهمية أن نتصدى لأي تدخل خارجي، وأن نحصن أنفسنا حتى لا نصاب بالعدوى التي أصابت عدداً من الدول العربية، التي وصف واقعهم بأنه «واقع محزن»، وأرجع السبب وراء ما يحدث في بعض الدول العربية إلى تفتت مؤسسات الدولة، والتي نتج عنها فوضى وطائفية وعرقية وكراهية وعدم استقرار وحروب، مؤكداً أن «المواطنين هم من يدفعون ثمن ما يجري» في بلدانهم التي أصبحت ممزقة، وأضاف سموه أن الحل هو أن تضع نفسك في خدمة كيان أكبر من عرقية أو طائفية أو غيرها. كما أبدى صاحب السمو الملكي امتعاضه من الاستغلال غير الأمثل للدين الإسلامي السمح في السياسة.
هذا الطرح المتزن للمشاكل التي تعاني منها عدد من الدول العربية، والحلول الناجعة لها، أمر في غاية العقلانية، فعندما يضع المواطن انتماءه للوطن، ويضع في حسبانه المصلحة العليا للوطن، سيتخلى عن الأفكار التي تعزز له الانتماء الأصغر سواء للطائفة أو العرق أو القبيلة.
ولإيمان الأمير سلمان بالدور الرائد للشباب، سواء على مستوى خليجي أو بحريني، أكد أنه على الدول أن تقدم التعليم والتمكين والاقتصاد المفتوح للشباب، مشيراً سموه إلى أن الاقتصاد «يستوعب الجميع»، فيجب محو أي مشاكل هيكلية تعيق دخول الشباب للسوق الاقتصادية، ويجب على الدول أن تهيئ بيئة تنافسية عادلة تكون هي أرضية لدخول الشباب الخليجي لسوق العمل.
وفيما يخص رؤية البحرين 2030، أكد الأمير أن الخطة مازالت موجودة وهي تحقق أهدافها المرجوة، وأشار سموه إلى أن أهم مؤشرات الخطة الاقتصادية 2030 هي رفع مستوى الدخل لدى المواطن البحريني، وأوضح سموه أن جزءاً من هذا الهدف تحقق وستسعى الخطة الوطنية إلى تحقيق المزيد من المكتسبات الوطنية للوطن والمواطن.
ولفت الأمير سلمان خلال المقابلة إلى أن دول مجلس التعاون العربي نجحت في أن تصبح كياناً موحداً له ثقل إقليمي ودولي، وتتم مخاطبة دول مجلس التعاون الست ككيان دبلوماسي واحد مؤثر، وإن اختلفت الوسائل لكن الأهداف موحدة، وهذا هو الأهم.
كانت مقابلة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد، مقابلة مهمة لاسيما أن شعوب دول الخليج العربي لديها عدد كبير من الأسئلة كانت تحتاج إلى إجابات واضحة ومباشرة لتزيل الغموض واللبس المنتشر بيننا.
أما عادة تواصل القيادة مع الشعب فهي ليست بغريبة ولا منقطعة، وخير شاهد على ذلك، مجالس قادتنا المفتوحة للجميع، وها هو الأمير سلمان بن حمد يؤكد أنه مستعد للاستماع لأي شكوى تختص بسوق العمل والتنمية الاقتصادية في مجلسه العامر، وهذه هي سنة قيادتنا في مملكة البحرين، الذين يرحبون بضيوفهم في مجالسهم المعروفة والمفتوحة أمام الجميع.
35 عاماً من التعاون والمكتسبات لمجلس التعاون، ونأمل نحن شعوب الخليج بمزيد من المكتسبات والإنجازات التي تعود على خليجنا العربي وشعوبه بالفائدة وتجعلنا كياناً له ثقل دولي على جميع المستويات.