اليوم الوطني يطل علينا كل عام ومملكة البحرين تتسارع خطواتها مع الزمن في إنجازاتها وعمرانها وتقدمها، وفي كل عام يترك الشعب البحريني الأبي بشرائحه وفئاته المتنوعة بصمة واضحة في تاريخ البحرين في جميع المجالات، ليعكس بذلك مدى تقدم ورقي وازدهار المملكة، فالبحريني في كل موقع يعمل بجد واجتهاد، يتصارع مع المستحيل حتى يشعل في كل ركن منارة الحب لأرض هذا الوطن باسم الانتماء والوطنية والولاء. اليوم الوطني هو شريط يسترجعه المواطن البحريني لحظة بلحظة، لهذه الأرض، أرض الخلود، بلد المليون نخلة، بلد البحر واللؤلؤ، بلد الذهب الأسود، بلد الانفتاح وتسامح الأديان، بلد المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حفظه الله، آباء يتذكرون الانتداب البريطاني في المنطقة، وانتهاء المعاهدة بين البحرين والمملكة المتحدة في عام 1971، وخروج القوات العسكرية من دولة البحرين، والبعض تشده الذكريات إلى أيام المغفور له، الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، فالعيد الوطني دائماً ما يذكرنا بالأمير الراحل، وبشاشته وسعة صدره مع طابور المهنئين بالعيد الوطني، والسلام الأميري «بحريننا.. بلد الأمان وطن الكرام.. يحمي حماها أميرنا الهمام.. قامت على هدي الرسالة والعدالة والسلام.. عاشت دولة البحرين». منذ فترة تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي ذكرى جميلة في أيام العيد الوطني، ألا وهي كرنفال العيد الوطني قديما، حيث كانت وزارة الإعلام آنذاك ترعى الاحتفالات الوطنية، فقد كان المواطن والمقيم يتسابقان لرؤية كرنفال المركبات الخاصة بهذا اليوم، فالاستعراض كان يبدأ عصراً في شارع الاستقلال بالقرب من وزارة الإعلام، بمشاركة بعض الوزارات والشركات الخاصة التي كانت تتنافس في تزيين المركبات بالألوان والأشكال والأعلام البحرينية، وكنا وقتها نسعد بالكرنفال وبالمروحيات من فوقنا، خصوصاً عندما تنثر من فوقنا بعض الهدايا والأعلام، ولا ينتهي اليوم إلا ونحن في مكان آخر نترقب مع غروب الشمس الألعاب النارية، العيد الوطني كان يوماً واحداً، ولكنه كان يوماً حافلاً جميلاً مفعماً بالوطنية والحماس وحب هذه الأرض الطيبة، ناهيك عن الأغاني الوطنية التي كانت تطربنا وتشعل فينا الحماس والتفاؤل والإيجابية «أنا المايات على اسيافج يا بحرين، وأنا الدانات على صدرج يا بحرين وأنا بالروح أضحي لج يا بحرين». وأتت بعدها أعوام يذكرها التاريخ البحريني في اليوم الوطني، فمنذ تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم ومساعيه كثيرة وواضحة، تشهد بذلك دول العالم على إنجازاته وسعيه الدؤوب لنشر السلام ومنح الحريات، وتعزيز حقوق الإنسان، ومواكبة العلم والتطور، وتحقيق التنمية في جميع المجالات التي تعد من أساسيات الاستقرار والتطور، جميعها بصمات خالدة في صفحات تاريخ البحرين، عطرها جلالته بهذه الإنجازات والنجاحات. كل عام يترك اليوم الوطني روحاً بحرينية جميلة خالصة، ووعود وعهود لحماية هذه الأرض مهما كلف الأمر، فالعيد الوطني نرتويه منذ الصغر ليعطينا جرعات حب لهذه الأرض، وولاء وطاعة لقيادتنا الرشيدة، اليوم الوطني يأتي كل عام مشرقاً يرسل لنا رسائل وطنية تجعل جذورنا في هذه الأرض أعمق وأعمق تتغلغل في كل طبقات الأرض، حتى نرتوي كل يوم من مائها ونحيا بهوائها ونكون دروعاً ورماحاً لنصرتها. حفظ الله ممكلتنا الغالية، وحفظ الله قيادتنا الرشيدة، وشعب البحرين الأصيل، وحفظ الله كل مقيم على هذه الأرض، وبمناسبة اليوم الوطني لمملكة البحرين، وتولي جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.