من عادات العرب وثقافتهم، ثقافة «رد الجميل»، حيث يعتبر مبدأ رد الجميل من المبادئ التي تربينا وترعرنا عليها، وتجذرت فينا، فمن يقوم تجاهنا بأي معروف فإننا لا ننكره مطلقاً، بل إننا نسعى ما حيينا إلى أن نرد له هذا المعروف، عملاً بقول رسولنا صلى الله عليه وسلم «من صنع إِليكم معروفًا فكافِئوه، فإِن لم تجِدوا ما تكافِئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه»، فهل يا ترى نستطيع نحن رد المعروف للمملكة العربية السعودية ولملكها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز؟ هذه هي المعادلة الأصعب من وجهة نظري، فخادم الحرمين الشريفين وما قام به خلال زيارته لمملكة البحرين مؤخراً زاد رصيد المعروف الذي قدمته ولا تزال تقدمه لنا المملكة العربية السعودية، فالصورة التي هزت قلوب أبناء البحرين عندما قام خادم الحرمين الشريفين بتقبيل علم مملكة البحرين أثناء الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة زيارته للبحرين، هذه الصورة عبرت عن حجم المحبة والمودة التي يحملها الملك سلمان للبحرين، هذه الصورة التي لم ولن ينساها أبناء البحرين مطلقاً، وستظل حاضرة في قلوبنا دائماً وأبداً، بالإضافة إلى كل «المعروف» الذي قدمته وتقدمه المملكة العربية السعودية للعالم العربي بشكل عام ولمملكة البحرين بشكل خاص. معروف المملكة العربية السعودية لا يمكن تغافله أو إجحافه، وهو موضع تقدير من قبل القيادة البحرينية وشعبها، فقيادتنا حفظها الله دائمة الذكر لمعروف المملكة العربية السعودية علينا، وأخص بالذكر هنا مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر، ففي كل مرة أتشرف فيها بحضور مجلسه العامر يذكرنا بأفضال المملكة وقادتها على مملكة البحرين، ويحدثنا بإسهاب عن مواقف المملكة العربية السعودية وقادتها حفظهم الله تجاه البحرين، ويوصينا خيراً بالمملكة العربية السعودية. إن الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لمملكة البحرين والتي رقصت لها البحرين فرحاً، نشرت جواً من السعادة والبهجة والفرح على قلوب الجميع، فلا عجب مطلقاً أن نرى الابتسامة الغالية لمليك قلوبنا، ملكنا الغالي حمد بن عيسى ترتسم بسبب زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى البحرين، ولا عجب أن نرى الجميع دونما استثناء يحتفل بوجودكم في بلادكم البحرين، وكم نأمل أن تتكرر مثل هذه الزيارات التي تعني الكثير للبحرين قيادة وشعباً. ولأنني كما ذكرت سلفاً، نعجز عن رد معروفكم، فلا نملك إلا أن نسأل الله أن يسبغ عليكم لباس الصحة والعافية، ويمن عليكم بالخير والأمن والأمان. فحللت أهلاً ونزلت سهلاً يا سلمان الحزم.