تحتفي مملكة البحرين هذا الأسبوع باستضافتها لقادة ووفود دول مجلس التعاون الخليجي، لانعقاد القمة الخليجية الـ»37» في العاصمة المنامة، والتي تضطلع بالتعاطي مع أجندة ثرية بالموضوعات المطروحة على الساحة الإقليمية، ووجبة ساخنة من التهديدات الأمنية والسياسية التي باتت تهدد مصير الخليج العربي ووجوده. ولعل البعض يتساءل عن خصوصية هذه القمة وأهميتها الاستثنائية أمام تاريخ القمم السابقة، وهو ما يمكن حصره في عدد من المحاور الرئيسة:
* قانون جاستا: يواجه الخليج العربي ابتزازاً جديداً من الولايات المتحدة الأمريكية يتمثل في صدور «قانون جاستا» الذي يجرم الدول الخليجية ويصورها كدول راعية للإرهاب، ما يشي أن الدول الخليجية ستطالها موجة مواجهة الإرهاب لتكون آخر الدول المتبقية في الشرق الأوسط التي لم تجرمها واشنطن.
* الاتحاد الخليجي: زيادة المطالب الشعبية من خلال رفع العرائض والمرئيات من قبل النخب الفكرية ومؤسسات المجتمع المدني، تجعل الموضوع مطروحاً على طاولة النقاش خلف الأبواب المغلقة، يدعمه منذ البداية المزاج القيادي الخليجي نحو الاتحاد لمواجهة الأخطار والتهديدات المحدقة بالخليج العربي في المرحلة الراهنة وفي المستقبل المنظور.
* السياسة الخارجية الأمريكية ووصول «ترامب» لسدة الحكم: وهو الذي يؤكد بوضوح انتهاء زمن المظلة الدفاعية الأمريكية في الخليج العربي، وأن الخليج لا بد أن يحقق لنفسه الضمانات الدفاعية الكافية ذاتياً أو من خلال حماية خارجية أخرى، ويبدو التوجه الخليجي واضحاً إزاء تحقيق الاكتفاء الذاتي على المستوى العسكري، وهو الخيار الأفضل بلا أدنى شك.
* التهديدات الأمنية في المحيط الإقليمي: إذ تحيط بالخليج العربي جملة من التهديدات والتحديات الأمنية، فهناك اليمن وضرورة حسم الوضع الراهن فيها بشكل سريع ونهائي. وسوريا بعدما أصبحت روسيا طرفاً فاعلاً فيها لتجعل من الخليج صاحب ردات فعل بدلاً من أن يكون فاعلاً كما هو الحال في اليمن، ناهيك عن الفوضى العارمة في العراق وعدم الاستقرار لاسيما في ظل شرعنة «الحشد الشعبي» من جهة والتهديدات «الداعشية» القائمة من جهة أخرى، فضلاً عن ملفات أصبحت شبه روتينية رغم تفاقم الأزمات والتحديات المرتبطة بها كالملف الإيراني «العويص»، وفلسطين لاسيما بعد حريق إسرائيل، وما يتوقع على أعقابه من تبعات على أمن المنطقة.
* اختلاج النبض:
كلنا ثقة في قياداتنا الخليجية أنها ستتجه نحو الأصلح للمنطقة، وأن الاتحاد الخليجي بات قراراً مأمولاً من قبل القادة الخليجيين، وهو ما تباركه الشعوب الخليجية وتتطلع له.