يأتي المطر حاملاً بشائر الخير والعطاء، المطر مبهج للنفس لأنه يغير الأجواء و»النفسيات»، إلا في مملكة البحرين للأسف نرى أنه يقلب المواجع ويكشف زيف تصريحات بعض المسؤولين الذين هم في «خبر خير»، ويؤسفنا أن نقول إنه يفسد مزاج الكثير من المواطنين ويعفس «النفسية» أمام تحديات أهمها كيف أحافظ على سلامة منزلي وسيارتي من تجمعات المياه؟ وكيف أصل لمقر عملي دون أضرار ودون زحمة مرورية مع برك المياه؟
عندما يتساقط المطر يستجاب الدعاء، في حين المواطن البحريني المغلوب على أمره تجده مشغولاً بأمر آخر، يكثر الدعاء أن يكون المطر نعمة لا كارثة عليه، خاصة المواطن الذي يعيش في منزل آيل للسقوط، أو في منطقة ذات بنية تحتية رديئة أو يعيش في شقة إسكانية ويدرك أن سيارته المركونة بالخارج قد تضيع عليه وتروح من جيبه، بسبب برك المياه التي تصل حتى مستوى مقبض باب سيارته!
مشكلة بعض المسؤولين أنهم يعيشون في مناطق راقية ذات بنية تحتية جيدة، وعادة ما يكون المنزل قريباً من مقر عمله، لذا تراه يلتفت يمنة ويسرة ويتساءل أمام «تحلطم المواطنين»: «بالغتوا وايد بالمسألة والشكاوى، أين ما تقولون عنه من برك مياه وصلت حتى المنازل؟! لا نرى شيئاً!».
مشكلتنا أننا دائماً ما نجد حتى في تصريحات بعض المسؤولين لدينا أن هناك استعداداً لموسم الأمطار وأن هناك جهوداً وتحركات لاحتواء أزمة الأمطار، في حال تجمع برك المياه، لكننا لم نرَ ونسمع ولا مرة واحدة كيف تتم الاستعدادات بالأدلة والبراهين حتى نقتنع أقله أن ما حدث كان خارج السيطرة والإرادة فعلاً، وحالة استثنائية لا تتكرر كل عام بنفس الأخطاء، نحن في دولة صيفها أطول من شتاءها ولو تساقط المطر فهو يكون على فترات قليلة وفي أيام محدودة، أي أننا لسنا في الهند أو تايلند مثلاً التي يتساقط فيها المطر ليل نهار بكثافة، ورغم ذلك البنية التحتية رديئة، «سؤال في الخاطر ذي مطر وحالنا مزرٍ اعين الله لو تساقط علينا ثلج شبيصير؟».
نذكر تقريراً طالعناه من فترة طويلة يتنبأ بتساقط الثلوج في منطقة الخليج مستقبلاً، وبانه بعد 50 سنة قادمة سيتغير مناخ الخليج بالكامل ويتحول إلى طقس بارد تتخلله الأمطار والثلوج، «أستحضر البال وقتها مناظر برك المياه وفكرنا نحن بطقس حار معظم أيام السنة تتجاوز درجة الحرارة فيه الخمسين مئوياً ولا نلحق وإن حدث وتساقط علينا يوم أو يومين مطر غرقنا فما بالنا لو صدق هذا التقرير وأصبح جونا بارداً على طول وجاءتنا عواصف الثلوج!!».
المؤلم ما نراه ونشاهده من أضرار وتلفيات في سيارات ومنازل المواطنين وما حدث للبحرين خلال الأيام الماضية أكبر دليل على أننا لا نملك خطة طوارىء واستعدادات حقيقية رغم أننا لا نزال في مرحلة بداية الشتاء فما عسانا أن نفعل لو صدقت التنبؤات بأن هناك عواصف ثلجية قادمة للخليج؟
قضية أخرى نود طرحها مع اعتدال الجو وازدياد اتجاه العائلات والأشخاص إلى المتنزهات والحدائق والمماشي الخارجية، وهو الاهتمام بضبط السلوكيات التي نراها خاصة من قبل الوافدين والأجانب في مسألة الجلوس في هذه المتنزهات، وتناول وجبات الغداء والعشاء، حيث لاحظنا أن هناك تجمعات هائلة للأطعمة والأوساخ الملقاة بل المنظر الذي جعلنا نستاء هو ما نراه من البعض بإحضار الشيشة في ممشى من المفترض أن تهرع إليه العائلات والناس لممارسة الرياضة وقضاء أجمل الأوقات لا لتلويثه بدخان الشيشة كما أنه المؤسف ما نراه من بعض العائلات الذين يحضرون أطفالهم فيقوم الأطفال بتكسير الألعاب أو أغصان الأشجار والمشي على الورود، دون أن ينهرهم رب الأسرة، مما يتسبب بالضيق لمرتادي هذه المتنزهات والمماشي، وحبذا لو تكون هناك شرطة مجتمع تتواجد في هذه الأماكن وتكثف الرقابة، ونتمنى من أعضاء مجلس النواب تغليظ العقوبات في هذا الجانب فالوجه الحضاري لمملكة البحرين مهم، وهؤلاء يفسدون المنظر العام لنا وحبذا لو تضاعفت الغرامة على الأجانب والوافدين حتى يحترمون السلوكيات والأخلاق العامة لأهل البلد.