أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري أن «إيران تتجه لبناء قواعد بحرية في سواحل سوريا واليمن»، بحجة أن «بلاده تحتاج لقواعد بعيدة لأساطيلها البحرية».
والنية من ذلك كشفها سابقاً نائب الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إذ بعد أن أوضح أن حدود إيران وصلت إلى البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط، وأن «الثورة الإيرانية لا حدود لها، وأينما تطلب الأمر سيتواجد الحرس للدفاع عن الثورة».
إذن، إيران بدأت تتحرك حتى تنشئ نقاط اتصال بحرية في المناطق التي أوصلت نفوذها إليها عبر طوابيرها الخامسة وعملائها.
أمر بديهي أن يتصدرالحديث عن سوريا كلام القادة الإيرانيين، فكل من سوريا والعراق باتا بالفعل تحت تصنيف «الولايات الإيرانية»، والتي تحكم بالوكالة عن المرشد الإيراني عبر عملاء هناك، يدعون أن بلادهم مستقلة لكن في الحقيقة هم أذيال للنظام الإيراني.
نفط العراق بات ينهب إيرانياً، وتركيبة الإنسان العراقي العروبية بدأت تهتز عبر غزو الفكر الفارسي الصفوي، ومن خلال وكلاء خامنئي من عملاء هم مشاركون في نهب خيرات العراق، البلد الذي كان في يوم من الأيام جبهة الحماية الشمالية للخليج العربي.
لكن الكلام عن اليمن يبين حجم خطورة المخطط، ويوضح الأسباب التي دعت السعودية لقيادة التحالف العربي للقضاء على الحوثيين، دون انتظار إنهاء الوجود العربي في اليمن وبإبداله بـ «عرب» تبيع عروبتها وتسلم زمام الأمور لإيران، مثلما كان ينوي فعله الحوثيون.
ولعل هذا التصريح الصريح والمباشر بشأن إنشاء قواعد بحرية للأساطيل الإيرانية، يكشف لكثيرين ممن كانوا يقللون من أهمية الحرب على الحوثيين العملاء في اليمن، أو يتساهلون في مسألة «التوحد» ضد الأطماع الإيرانية، يكشف لهم حجم المخطط الآثم الذي يعد للمنطقة ولدول الخليج العربية.
اليوم دولنا تعاني من عمليات تهريب أسلحة من قبل إيران لطوابير عملائها المنتشرين في كافة الدول، ومن اتصالات تتم مع الخونة والانقلابيين ممن باعوا أوطانهم، هدفها رسم المخططات الانقلابية ودعم العمليات الإرهابية، فما بالكم لو نجحت إيران في وضع قواعد لها تحد بحر الخليج العربي وبحر العرب من الشمال والجنوب؟!
بالتالي حينما نتحدث اليوم عن أهمية إعلان قيام «الاتحاد الخليجي» فإننا نتجاوز مرحلة «الترف» في مثل هذه التصريحات، ونضع «مثاليات» الكلام المعني بالوحدة والتعاون وراءنا لتحل محله «الأفعال» و«الأعمال» التي تجعل هذا الاتحاد واقعاً معيشاً على الأرض.
جزر الإمارات الثلاث محتلة من إيران، سوريا أصلاً جزء من إيران بسبب «خنوع» تابعها بشار الأسد، والعراق ابتلعت تماماً، واليمن مطمع جديد للسيطرة على الجنوب، وكل هذا وإيران تحاول أن توهم العالم بأنها جارة مسالمة طيبة، بينما كل أزمات المنطقة يصدرها المشروع التوسعي الصفيوني الذي يدار من قلب طهران.
قمة مجلس التعاون الخليجي القادمة في المنامة لا بد وأن تكون بداية الإعلان عن تأسيس «الاتحاد الخليجي» ليكون خطوة متقدمة لمجلس التعاون، وليتوسع إطار التعاون ليركز في الملفات الأمنية الداخلية لكافة الدول وليشمل الأمن الإقليمي لدول المجلس في منظوره العام والشمولي، فالخطر القادم لا يتعلق بملفات اقتصادية ومعيشية واجتماعية، بل في مقام أول بكيانات الدول الخليجية وبمصيرها وبأمن شعوبها.
الإيرانيون أكثر من استفاد من التوترات في المنطقة، فهم من يصنعها في الأساس، وهم من يرسمون خططهم بناء على تطوراتها، واليوم يعلنون خططهم بشكل واضح وصريح، في المقابل لا بد من تحرك خليجي مشترك ليتصدى لهذا الاستفزاز الإيراني، وليقطع كافة أذرعه المتغلغلة داخل أوطاننا.
الاتحاد الخليجي بات اليوم هو المطلب الرئيس قبل كل شيء.