حقاً ما أشبه الليلة بالبارحة، حيث كلما ازداد الإرهاب الإيراني في الدول العربية تمادياً، أصبح واضحاً تشابهه مع الإرهاب الصهيوني، عندما بدأ بالاحتلال الاستيطاني لدولة فلسطين العربية، وعندما تعود بنا ذكريات هذا الاحتلال إلى الوراء نجد أوجه تشابه كبيرة بين كلا الإرهابين الصهيوني والصفوي الإيراني، الذي أخذ يتمدد في كثير من الدول العربية، حيث أن كلاً منهما بدأ من عقيدة لاهوتية لا أساس لها في أي دين سماوي، وهي عقيدة التعالي على البشر، حيث يعتقد الصهاينة أنهم شعب الله المختار، كذلك يعتقد شيعة إيران أنهم من طينة طيبة، وأنهم مكلفون بتحرير الشعوب من المظلومية ونشر «المذهب الشيعي» في كل أنحاء العالم، وهذه العقيدة العنصرية التي ينطلق منها كل من الإرهاب الصهيوني والإرهاب الصفوي الإيراني توظف لأهداف سياسية، وليس الهدف منها لذاتها إنما من أجل التمدد الاستيطاني في دول العالم وبالتحديد في الدول العربية.
وكل من الإرهاب الصهيوني والصفوي الإيراني يعتمدان في تنفيذ مخططاتهما على عصابات مأجورة يمدونها بالمال والسلاح حيث يعتبر الصهاينة أن المال هو الأداة الكبرى للدخول والنفوذ داخل الدول، وهذا ما نلاحظه في امتلاك الصهاينة أكبر الشركات في العالم لا سيما الخاصة بالبترول، حتى أصبح العالم شركة صهيونية بفروع متعددة تحت أسماء أخرى تخدمهم أما بالاقتناع أو بالغفلة، ولا نتعجب حين نرى أن الصهاينة وصلوا إلى البرلمانات والهيئات الكبرى لهدف واحد هو حكم العالم بحاكم واحد هو المخلص من نسل داوود. من بين مئات الأسماء نقرأ منهم في عهد بوش الأب والابن: مادلين أولبرايت - كولن باول - كونداليزا رايس - رامسفيلد – وليم كوهين ويذكر أيضاً أن عشرين سفيراً لأمريكا في دول العالم هم من الصهاينة. أما في عهد الرئيس المنتهية ولايته بعد أيام باراك أوباما فقد كان أول منصب تم اختياره هو عندما عين نصير الصهاينة جو بايدن مخطط التقسيم نائباً له.
وكذلك يفعل رعاة الإرهاب الإيراني فلهم بروتوكولات مشابهة وأهداف مشابهة ودوافع مشابهة، فالشيعة الإيرانيون يعملون في الدول العربية على التغلغل بواسطة المال إلى مناصب عليا والكل يعمل في الدول العربية بكونه جندياً من جند الإمام المهدي وما الخلايا التي تكتشف إلا البداية فقط لشبكات كبرى.
ما الفرق بين هذه المافيا وما تفعله الميليشيات العراقية مثل « الحشد الشعبي» في أهل الفلوجة والموصل اليوم في العراق وعصابات مقتدى الصدر المسماة بـ «جيش المهدي» أو بين منظمة «بدر» الإيرانية؟ وفي سوريا «حزب الله» وفي اليمن «الحوثيون»، هل نتجنى عليها وهل هي جماعات مسلحة قاومت القوات الأجنبية المحتلة ؟ الواقع يقول إن هذه المجموعات هي نسخة من عصابات المافيا الصهيونية ذاتها فقد اعتمدت في القتل والترهيب على أبشع أنواعه لتصفية مخالفيهم من علماء دين وعلماء اختصاص في كل المجالات.
كذلك نجد أن كلاً من الإرهاب الصهيوني والإرهاب الصفوي الإيراني يعتمدان على التطهير العرقي بغرض التمدد الاستيطاني، وإلى التغيير الديمغرافي القسري على حساب العرب، وشكل الاستيطان عنصراً رئيساً حيث قامت إسرائيل على التطهير العرقي في فلسطين العربية، ولاتزال، باعتباره وسيلة عملية تهدف إلى إقامة الكيان الصهيوني، وتزويده باستمرار بالعنصر البشري لتقوية طاقاته العسكرية والاقتصادية، وصهينة فلسطين العربية وخدم الاستيطان بلورة الواقع الديمغرافي والجغرافي الصهيوني في فلسطين، وأصبح جوهر السياسة الصهيونية منذ المؤتمر الصهيوني الأول ومروراً بتأسيس «إسرائيل» وحتى اليوم . كذلك اليوم يقوم الإرهاب الإيراني على هذا المبدأ فما يقوم به في سوريا، التي تشهد أراضيها موجة من النزوح الجماعي يعقبه تواجد إيراني شيعي متمثلاً في الحرس الثوري و»حزب الله « اللبناني.
والتطهير العرقي بهدف التغيير الديمغرافي القسري الذي أصبح أداة إيران المتصاعدة في تمددها ليس في سوريا فقط حيث المجازر الروسية اليومية في حلب السورية بأحدث الأسلحة المحرمة دولياً بحسب تقارير المراقبين الدوليين، وإنما كذلك في العراق عبر شبكة من الميليشيات الشيعة والأجنبية الطائفية تفوق قوتها وصلاحياتها الجيش النظامي للدولة، ومعظمها تلقى الدعم والتدريب، وتعمل تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني.
المثير للقلق أن هذه السياسة تجري على قدم وساق بأهم المدن الحيوية، وأهم النماذج مجازر ديالي والتطهير بحلب وغيرها من المدن، لتشكيل خارطة عسكرية وسياسية لصالح المكون الشيعي والكردي، ولو عبر إبادة المكون السني والعربي.
هل يستيقظ العرب والمسلمون لإيقاف التطهير العرقي الإيراني والصهيوني أم يتركونهما يتمددان في جسد الأمة؟