في تاريخنا الكروي الأصيل الممتد لأكثر من نصف قرن وحتى يومنا هذا شاهدنا وسمعنا عن كثير من الأسماء الكروية اللامعة التي قدمت لرياضة كرة القدم الكثير من التضحيات والعرق والإخلاص النادر الذي لم يتكرر فيما بعد وكانوا في أيامهم شعلة من النشاط والحركة والمثابرة والولاء والتضحية وتحقيق النتائج التي لا تتكرر كل يوم ولا يمكن لأي جيل قادم أو لاحق أن يعيد شيئاً من حلاوة الماضي الجميل وفوق ملاعب كرة القدم الرملية الحارة والجافة.
ولنبدأ اليوم بالحديث عن أشهر ثنائي كروي عرفتهما الملاعب المحلية وهما النجمان السابقان أحمد بن سالمين «أحمدي» وعيسى بو نفور.
كان أحمد بن سالمين لاعباً كغير اللاعبين وهو ينزل الملعب كما يقول مشجعو المحرق بعد أن يخلع ملابس شركة بابكو «الخاكية» ويرتدي لباس ناديه ويترك «السفرطاس» ويخوض المباريات كمهاجم خطير وهداف تاريخي لم يستطع أي لاعب من جيلنا اللاحق والسابق والحالي أن يصير مثله أو يقترب من مستواه وسرعته وقدراته الفذة على إحراز الأهداف وبالقدمين معاً.
هو أول لاعب أحرز هدفاً في بطولات الخليج العربي لكرة القدم منذ البطولة الأولى عام 1970 بالبحرين وحتى الأخيرة وأول مهاجم يلعب في بطولة كأس العرب عام 1966 في بغداد ويوم اعتزل كرة القدم احتشدت آلاف الجماهير لتوديعه وكان أول لاعب يحظى بتقدير الجمهور وحبهم وبعد الاعتزال ساهم في تدريب الناشئين بناديه وأنتج عشرات اللاعبين منهم المهاجم الفذ محمد صالح الدخيل وغيره.
أما الكابتن عيسى بونفور فهو مايسترو المحرق والمنتخب ولا يقل شهرة عن أحمدي وتحولت تمريراته الكروية إلى سحر وعبق كروي فهو فنان بالدرجة الأولى وصلب في اللعب ويؤدي برجولة ويخشاه معظم المنافسين.
إن عيسى بو نفور ضرب في الوفاء المضرب الحسن والمثل الأعلى ورغم الإغراءات لم يهجر نادي المحرق ولم يطلب تنظيم مباراة اعتزال ولا يزال على عهده ووفائه لناديه.
إن بن سالمين وبو نفور يمثلان أجيال المحرق في كل الأجيال والأزمان ويعزفان على وتر واحد هو الوفاء.
أخيراً نقول: إنكم في ذاكرة الأجيال ولا يمكن لأي جيل كروي أن ينسى هذين الثنائي الكبيرين حتى لو تتوقف الأرض عن الدوران.