تعتبر البحرين «بوابة الخليج العربي»، فهذه حقيقة، فموقعها الاستراتيجي بالنسبة لدول الخليج ودول الشرق الأوسط والدول الأوروبية جعلها محط أنظار الطامعين إليها، فهي بالنسبة لهم كعكة صغيرة، ويزعمون أنها سهلة المنال، بل يعتبرها البعض بأنها المفتاح السحري الذي سوف يفتح الأبواب المغلقة الأخرى للدول المجاورة لها، فالبحرين ليست مطمعاً للمد الإيراني فقط بل هي مطمع صهيوني برداء إيراني وبقيادة «الصديقة» الولايات المتحدة. لا أعلم تماماً لماذا تسربت وثائق «ويكيليكس» الآن وبهذا التوقيت، والتي كشفت للعالم مؤامرة هيلاري كلينتون ضد مملكة البحرين في 2011، وتدخلها أثناء عمل لجنة تقصي الحقائق، ربما هي بداية للعبة جديدة تلعبها «الصديقة» أمريكا ليس على البحرين فقط، بل على دول كثيرة، ربما تسربت الوثائق الآن حتى تثق دول المنطقة بالرئيس الجديد والإدارة الأمريكية الجديدة، ومن هنا يكون ذلك بداية مخطط آخر وخطط بديلة تنسجها الدولة «الصديقة» لدولنا العربية، ما يهمنا هو أن خيوط الاتهامات على الإدارة الأمريكية المتمثلة في وزيرة خارجيتها السابقة هيلاري كلنتون، لم تكن من نسج الخيال أو مجرد اتهام وضغينة مبيتة للولايات المتحدة، بل بدأت الأمور تتضح كل يوم للعالم، بعد أن وقفت بعض الدول ضد البحرين في المؤامرة الكبرى في 2011، فكل مصيبة مقصوده لابد أن تكون وراءها هذه الدولة «الصديقة» التي تستهدف البحرين ومنطقة الخليج منذ زمن بعيد مع تعاقب قياداتها ورئاستهم لأمريكا. هذه الوثائق والوثائق السابقة التي نشرت من قبل - «ويكيليكس» - دليل على أن ما مرت به المنطقة العربية من منعطف خطير كما سمي بـ «الربيع العربي» كان وفق مخطط رسمته «الصديقة» أمريكا مع العدو الصهيوني بالتعاون مع «الجوكر» إيران، فهذه الفوضى المقصودة مازالت تعم المنطقة، وهي ليست اتهامات بل حقيقة موثقة، حتى يتحقق الحلم الصهيوني في الشرق الأوسط وتحويله إلى دويلات صغيرة تتصارع و»تتمشكل» بقضايا ليس لها نهاية. ما نحتاجه اليوم ليس هذه الدولة التي تتستر وراء رداء الصداقة، بل نحتاج أن نثق بدولنا وبقياداتنا وبشعوبنا، فنحن لسنا فرادى نحن دول عظيمة، فاليوم وبعد أن تسربت الوثائق التي كشفت حقيقة هذه الدولة «الصديقة»، نحن بحاجة لأن نكون درعاً حصيناً لدولنا، نحتاج إلى الاتحاد الخليجي الذي ناشدته الشعوب من قبل، ونحتاج إلى اتحاد عربي قوي، فالخطر يطرق الأبواب، ولابد من قوة رادعة تهابها الدولة «الصديقة» وتحسب لها إسرائيل وترجع بها إيران إلى جحرها. تخيلوا كم خطة استبدلتها وغيرتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما مع وزيرة الخارجية السابقة كلينتون منذ 2011، ففي كل مرة تكشف للعالم حقائق جمة وأكاذيب ليس لها آخر، والمستور أعظم، والله الحافظ. ما الذي يؤخر دولنا عن إعلان الاتحاد الخليجي؟ ولماذا هذا التردد؟ من غير الحكمة أن تنظر بعض الدول على أنها أغنى من الأخرى أو نفوذها أكثر من الأخرى، أو تحالفاتها مع الدول العظمى أكثر من جيرانها، فاليوم الذي سيأتي لتوزيع الشرق الأوسط لن تنفع التحالفات مع الدول الكبرى ولن تنفعنا أموالنا أو اقتصادنا، فأين العراق اليوم؟! أين بتروله؟! أين خيراته؟! أين شعبه؟! كله ضاع، بسبب مؤامرة ومخطط من داخل وخارج العراق، كان الله في عون ما تبقى من عراق اليوم، ولكن مهما بلغت عدد المبررات لعدم إعلان الاتحاد، يبقى أنه لابد أن نكون شوكة كي نعرقل مخططات العدو، بإعلان الاتحاد الخليجي.