من يتأمل في التصريح الذي أدلى به رئيس لجنة شؤون أوضاع وانتقالات اللاعبين بالاتحاد البحريني لكرة القدم المنشور يوم أمس ويقارنه بالتصريح الذي أدلى به الأمين العام لاتحاد كرة القدم يوم الخميس الماضي، سيجد تناقضاً وتضارباً كبيرين بين التصريحين المنطلقين من تحت سقف اتحاد واحد!
فبينما يكرر الأمين العام تصريحاته بتطبيق نظام دوري المحترفين وإشارته إلى تطبيق هذا النظام في الموسم القادم -بعد أن كان قد راهن على تطبيقه في الموسم الحالي غير أنه لم يكسب الرهان فاضطر هذه المرة للاحتماء بعبارة (إذا تهيأت الظروف)- نجد في مقابل هذا التصريح المتكرر تصريحاً من رئيس لجنة شؤون أوضاع اللاعبين يكشف معاناة الكثير من اللاعبين والفنيين المتقدمين بشكاوى رسمية ضد أنديتهم التي يطالبونها بتسديد مستحقاتهم المالية المتأخرة والمتراكمة والتي تشكل رقماً مالياً ضخماً لم يتم ذكره في التصريح المذكور!
كيف لنا أن نسبق الأحداث ونتحدث عن دوري المحترفين ما دامت أنديتنا غير قادرة حتى على الالتزام بتسديد رواتب اللاعبين مع العلم بأن دوري المحترفين يحتاج إلى التزامات مالية تفوق مجرد الرواتب الشهرية للاعبين والمدربين واتحاد كرة القدم خير العارفين بمتطلبات الاحتراف الحقيقي!
أوضاع أنديتنا المحلية الإدارية منها والمالية مترهلة إلى درجة كبيرة وأغلبها يسير على البركة أو على أكتاف شخوص معدودين (كثر الله خيرهم) وهذه الوضعية من الصعب جداً أن تتغير خصوصاً من الناحية المالية في ظل الوضع المالي العام الذي قد يؤدي إلى وضع أسوأ في قادم الأيام إذا ما ظلت هذه الأندية تعتمد على الدعم الحكومي!
من هنا يستوجب على القائمين على إدارة الاتحادات الرياضية والأندية الوطنية أن يفكروا جيداً ويتحركوا جدياً باتجاه تحسين تلك الأوضاع المترهلة قبل أن يقفزوا على كل هذه القضايا والمشاكل للحديث عن الاحتراف وبهرجة الاحتراف الذي تفصلنا عنه مسافة طويلة جداً!
أتمنى ألا تتكرر مثل هذه التصريحات المتناقضة -سواء من اتحاد كرة القدم أو أي اتحاد رياضي آخر- وأن يضع المخولون بالتصريحات الصحافية في اعتبارهم أن الشارع الرياضي البحريني على درجة عالية من الوعي والإدراك بحيث لا تمر عليه مثل هذه التناقضات مرور الكرام!