* مشاعر: تبث أطيافها في سماء الهمم، وترسم لوحاتها على جدران القلوب، وتنثر حبرها على صفحات الحياة، وتداعب أناملها همسات المحبين.. لن تتركها أبدا وحيدة بلا إحساس يعانقها ويمتزج بذراتها.. لأنك تبذل قصارى جهدك حتى تعطيها لمن يستحقها في طريقك نحو تحقيق الآمال.. هي المشاعر التي تفيض حبا وعطاء لكل من مسك بيدك وكتب على أوتار قلبك.. «أحبك».. فمن أحبك عن قرب وصدق ووفاء.. فقد استطاع أن يكون بقربك في كل حين.. حتى وإن بعدت المسافات وتغيرت أحوال الحياة.. فليس من السهولة أن تقول «أحبك».. وليس من السهولة أن تحولها إلى رسائل محبة تغوص في أعماق قلبك.. يستحقها من سمت نفسه نحو أفق الخير، وأشرقت روحه في سماء العطاء، وترنم بأهازيج الود والوفاء.. ليس كل من تتعامل معه يدرك معاني المشاعر التي نبثها بين الفينة والأخرى.. وليست كل إطلالة في محافل الحياة تعطيك إيحاءات مشاعر الحب.. عذرا فلن يفهم المقصود إلا من كانت أيام حياته مليئة بلمسات الحب الودودة.
* جمعة الكفيف: في مسير الحياة وعلى عتبات الأيام تقابل شخصيات نقية نادرة في تعاملها وبساطتها وروحها الحلوة.. هي شخصية الأخ العزيز «جمعة» الكفيف الذي يعمل في المؤسسة الخيرية الملكية.. تم توظيفه في المؤسسة للإيمان العميق بقدرة هذه الفئات على العطاء، ولتحقيق معاني الخيرية على أرض العطاء بحرين المحبة والسلام.. تتميز شخصية جمعة بصفات لا تتوفر في العديد من الأفراد الذين تتعامل معهم في يوميات حياتك.. فعلى الرغم من كونه لا يرى.. إلا أن بصيرته وإداركه أفضل من بعض المبصرين.. فتراه يتعامل مع الحياة ومع أعمال يومه بكل أريحية وابتسامة لا تفارق محياه.. فهو شغوف بالعمل ومخلص في الرد على مكالمات الزبائن بأسلوب راقٍ ومتميز.. وبالفعل فإن ابتسامته الرائعة لا تغادر المكان الذي تطأ فيه قدمه.. فهو يقابلك بنفس متشوقة للقياك.. وإن غبت عنه ولم يرك في مصلى المؤسسة، بادر ليسأل عنك.. تمتاز شخصيته بالعفوية والروح المرحة.. فمهما كان المزاح ثقيلاً فهو يتقبله بلا تردد.. بل ويبادلك بالمثل.. بمعنى يفهمك ويتعامل مع كل شخصية بحسب طبائعها، وهي ميزة لا تتوفر في العديد من الشخصيات.. كما إنه يتميز بالذكاء والفطنة، ولربما عرفك بإحساسه وبرائحة العطر التي اعتدت أن تضعها.. لا تراه يتكلم في الآخرين ولا يذم هذا أو ذاك.. بل روحه الطيبة أعطته محبة جميع الموظفين في العمل.. بالفعل «جمعة» قصة نجاح.
* رجال: هم أفنوا حياتهم خدمة لهذا الوطن العزيز، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل أن يشيدوا منارات الخير، ويكونوا عائلات يشار إليها بالبنان.. هكذا هم رجال البحرين الأوفياء الذين عاصروا فترات عصيبة مرت عليهم، واستطاعوا أن يثبتوا ويصلوا إلى مرادهم.. شكرًا لآبائنا.. ألبسهم المولى لباس الصحة والعافية، ورحمه الله من مات منهم.
* فريق عملك: في كل مرحلة من مرحلة عطاءات حياتك، تسنح لك الفرصة لتؤسس فريق عمل متميز تحقق معه النجاحات تلو النجاحات وفق أرضية صلبة من القيم التي يتبناها الفريق من أجل تحقيق إنجازاته.. هذا ما أحببته في ميدان عملي، لأبث من خلاله كل قيمة حياتية تعلمتها، وكل خبرة ميدانية اكتسبتها.. فمهمتي الأساسية أن أزيل الغبار من على تلك الكفاءات المخفية التي التزمت الصمت على مكاتبها.. وتغيير فكرها التقليدي الموروث الذي جعلها تخلد «للنوم الفكري» وخوفها من أسلوب الإبداع الذي قد تراه غير ممكن في مساحات الوظيفة التي تعمل فيها.. الإنجاز الجميل الذي تحققه أن تبرز مجموعة الكفاءات التي استطاعت أن تخرج من تقوقعها الفكري والإداري، فقد سنحت لها الفرصة للعطاء تزامن مع ذلك شخصيتها البسيطة التي ترغب في التغيير وتستطيع التعامل معها بأريحية.. كما إنك استطعت أن تصنع مبادرتها وإخلاصها وانضباطها واستغلالها الأمثل للأوقات.. إن أعضاء هذا الفريق قيمة مضافة فعلية للمؤسسات الناجحة، فهم من يعتمد عليهم في مشروعات التغيير.. أما الذين أصروا أن يبقوا رهينة العادات الإدارية الرثة، وأبت نفوسهم أن يتفاعلوا مع خبراء الحياة.. فهم بلا شك قد خسروا الفرص الثمينة التي سنحت أمامهم.. فقد ظلت نفوسهم تتكابر خوفاً من سرقة أحلامهم الوردية المزعومة!!
* عمل الخير: رسالة حب وود وتقدير للمؤسسات العاملة في المجالات الإنسانية والخيرية والتطوعية.. ففرسانها الأبطال يقدمون أروع صور العطاء الخيري سعيا لإبراز اسم مملكة البحرين عاليا في كل الميادين.. فطوبى لهذه السواعد الفتية التي سخرها المولى الكريم لخدمة المحتاجين وعمل الخير في كل بقعة.. فمن اختاره المولى ليكون فارساً في ميادين الخير، عليه أن يحمده تعالى ويسجد له شكراً.. لأنه منحه فرصة ثمينة لكي تكون خطواته ثابتة نحو الجنان.. فقط اصنع الخير وستجد أثره في صحائف الأعمال.. وفق الله العاملين في تلك المؤسسات وبارك في جهودهم وأثابهم خير الثواب.
* الماضي الجميل: رائعة صور الذكريات التي تحتفظ بها في أرشيفك، وتقلبها بين الفينة والأخرى لتسترجع تلك المواقف الرائعة التي جمعتك في محافل الحياة المختلفة.. تقارن تلك الذكريات مع لحظات الحياة الآنية التي طوت الأعمار سريعا فلم نستطع معها أن نستوعب تغير ملامح الصور.. ثم تباعدت الأجساد التي كانت يوما تتشابك أياديها لتتذوق معاني الحياة البهيجة.. ولكن وإن تباعدت الأجساد.. يبقى الأثر الذي لا ينسى في دنيا البشر.. وتبقى الذكريات العالقة حديث النفس في كل حين.. وحديث الشوق للقيا الأحبة متى ما سنحت الفرصة.. وستبقى الدعاء هو الصورة الذهنية الذي تتبادل به القلوب شوقاً إلى الجنان الخالدة.
* ومضة أمل:
لم تعد صور التربية كسابق عهدها.. التربية اليوم تحتاج إلى أسلوب جديد يتناسب مع الانفتاح الاجتماعي.. كان الله في عون الآباء والأمهات.