كثيرون ممن يحسبون على فئة الشرفاء، فور انطلاق عملية «عاصفة الحزم» لإعادة الشرعية في اليمن، كانوا لا يؤيدون استنفاد طاقاتنا العسكرية الخليجية في حرب اليمن، بدعوى أننا غير مستعدين لهذه الحرب، وأن مسألة الحوثي مبالغ فيها وأننا لا ينبغي أن نتدخل في شؤون اليمن الداخلية، فيكفينا ما لدينا فيما يخص إرهاب عملاء إيران والخلايا الإرهابية بدولنا، جاهلين أن هذه الحرب بالأصل هي حرب مصيرية مع أعداء الإسلام.
ولطالما تناقشنا معهم وقد بدا تأثرهم بالإعلام الإيراني الهوى، وكان ذلك واضحاً في حواراتهم معنا، دون أن يفقهوا أبعاد هذه الحرب أو هدفها الرئيس المتمثل في الوصول لمكة المكرمة وكان الرد الذي يأتينا: «أنتم تبالغون كثيراً في تحليلاتكم وتهولون من الأحداث! الحوثي ليس لديه ما يمكنه حتى من التفكير في «مداقلة – التحرش» بالسعودية»، فهل تأكدوا الآن وبعد استهداف مكة المكرمة مرتين لحد الآن، الأولى قبل أسبوعين بصاروخ استهدف الطائف ويبعد عن مكة بنحو 70 كيلومتراً، والثانية منذ عدة أيام وقد تم تدمير الصاروخ من قبل قوات التحالف وكان يبعد عنها 65 كيلومتراً فقط! لا نعلم بحق المرة الثالثة كم ستكون المسافة؟ فلاحظوا في كل عملية يحاولون الاقتراب من هدفهم المباشر أكثر!!
تحالف دعم الشرعية القائم حالياً جاء لصد هذه الهجمات الإرهابية وهو من دمر الصاروخ الباليستي للمتمردين وهو الحامي ليس لديار العرب في اليمن فحسب إنما لجنوب السعودية أيضاً، ومهما حاولت الأبواق الإيرانية في الخليج تضليل الحق وادعاء أن انقلاب الحوثيين على الحكم في اليمن شرعي لأنه «ثورة» شعبية لا ثورة إيرانية، وأن «عاصفة الحزم» تدخل عسكري خليجي في اليمن، تبقى الحقائق واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، ولا جدال فيها أمام العمليات الإرهابية من قبل الحوثيين التي تستهدف أمن السعودية جنوباً.
والتفسير الوحيد لهذا الهجوم في هذا التوقيت هو غيظ إيران من النجاح الكبير لموسم الحج، وفشلها في تدويل قضية الحج على المستوى العالمي، من خلال تكرار حوادث الحج، كحادثة تدافع منى، عل وعسى يكون لها نصيب في تولي زمام الأمور وإدارة الحج وإدخال الطقوس غير الدينية فيه، وتسييس الحج لخدمة أجنداتها الإرهابية في المنطقة. الحوثي ما هو إلا عضو في خلية إيرانية المنشأ، تأسست عام 1994 عندما أسسها حسين الحوثي وكانت التمويلات الإيرانية وإمدادات الأسلحة ومعدات تصنيعها تتم على مدار 24 سنة عبر السفن الإيرانية لليمن في حين كان يتم إرسال شباب اليمن للتدريب والتعليم في إيران أمام انغماس الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بالاستحواذ على ثروات اليمن ونهب مساعدات الخليج.
الحوثيون ينقضون العهود دائماً، وها هم ينقضون عهود الهدنة وينتهكون سيادة السعودية، حيث تشير التقارير أن انتهاكاتهم بلغ عددها ضد منطقة نجران نحو 80 مرة من خلال 80 عملاً إرهابياً! إذن الحوثي قد جاء لهدف واحد لن يرضى بغيره وهو مشروع هدم الإسلام واحتلال السعودية جنوباً، كما هدد فور انقلابه غير الشرعي في اليمن عام 2014 بدخول مكة المكرمة والحج فيها. وللحديث بقية.