إيران منذ عقود تحاول بكل مكر أن تضع يدها على بيت الله الحرام، فالكعبة بمنظور إيران لها أبعاد عديدة سياسية واقتصادية، بجانب البعد الديني، بالرغم من أن إيران ابتعدت منذ زمن عن النهج السوي الذي جاء في كتاب الله وسنة رسوله، خادمة بذلك السياسة المتطرفة لـ»ولاية الفقيه»، وما الحوثي إلا جندي من جنود إيران المتطرفة، فهو المتطرف الذي وجه صاروخه منذ يومين نحو مكة المكرمة مهدداً بذلك قبلة المسلمين وأرواح ضيوف الرحمن، ولولا رحمة الله وعنايته، ومن ثم جنودنا البواسل على الحدود، لقامت الحرب بكل معانيها على من يشن حربه لهدم الكعبة المشرفة أو من يمس أمن أطهر بقاع الأرض. نعم، إن للبيت الحرام رباً يحميه، وإن لبيت الله الحرام أيضاً جنوداً يحمونه ويفدونه بأموالهم ودمائهم، فالمسلمون في جميع بقاع الأرض جنود هذه الأرض المقدسة، فمثلما يتنافس البعض على أداء مناسك الحج والعمرة، هناك أيضاً من يتنافس لحماية قدسية هذه الأرض، وأولهم المملكة العربية السعودية. جد الرسول صلى الله عليه وسلم قال مقولته عندما أراد أبرهة الحبشي هدم الكعبة «إن للبيت رباً يحميه»، عندما ترك المشركون الكعبة المشرفة ولاذوا بالفرار إلى الجبال، كانت العناية الإلهية لهذا البيت، وخاب أمل الحبشي في النيل من هدم بيت الله، هذه الحادثة كانت قبل ظهور الإسلام، فالله سبحانه وتعالى حافظ على بيته، وبعد الإسلام وبعد أن أنزل الله على نبيه القرآن الكريم -ولهذا الكتاب أيضاً قدسية كبيرة كما الكعبة المشرفة، لكل منهما مكانة عظمى عند المسلمين بل هما دعامتان أساسيتان للدين الإسلامي- ترك المولى حماية الكعبة والقرآن الكريم للمسلمين، وترك أيضاً الدفاع عن الإسلام والعقيدة السمحاء للمسلمين، فالله سبحانه وتعالى قادر على أن ينصر الإسلام ويجعله في قلوب البشرية جمعاء، وقادر على أن يحمي كتابه من أن يمزقه أحد أو يحرقه أو يعتدي عليه بعض الحاقدين، وقادر أيضاً على أن يحرر بيت المقدس من يد المغتصب الصهيوني، وقادر أيضاً على أن يمنع أعداء الإسلام من هدم مساجد الله، ولكن الله أوكل هذه الحماية للمسلمين ليمحص المسلم من المنافق، ومن يقدم النفس والنفيس للدفاع عن العقيدة الإسلامية. النقطة التي أريد أن تصل للمسلم الغيور على دينه وعقيدته هي ألا نجعل «إن للبيت رباً يحميه» جملة متداولة من غير فعل، فهذه العبارة لا يجب أن تكون عبارة اتكاليه، يجب أن نغرس في كيان الأطفال والشباب الدفاع عن الدين، الدفاع عن البيت الحرام، الدفاع عن القرآن والأنبياء، الله سبحانه وتعالى قادر على أن يرزقنا ونحن في بيوتنا كل شيء، ولكنه عز شأنه يريد التوكل بالعمل والسعي وليس بالتواكل. بعض التغريدات التي توالت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد محاولة الحوثي إطلاق صاروخ باتجاه مكة كانت تغريدات مشابهة لـ»إن للبيت رباً يحميه»، والاستهزاء بإيران والحوثيين فقط، أبداً لا تكون ثقافة الدفاع عن الإسلام والعقيدة والمقدسات بالتواكل، فالأفعال خير دليل على أن المسلمين في كل بقاع الأرض سد منيع يحافظ على الإسلام بكل طاقته، مرخصين بذلك الروح والمال والولد، البيت المقدس يدنسه الصهاينة لأننا غرسنا في نفوس الأطفال والشباب ثقافة التواكل وتركنا ثقافة التوكل على الله والعزم وجدية الأمر، وليقيننا بأن المسجد الأقصى سيرجع للمسلمين، متى لا نعلم ولكن «سوف» يعود في يوم من الأيام. المملكة العربية السعودية للأمانة رايتها بيضاء في الحفاظ على الأماكن المقدسة وكتاب الله، وخدمة بيت الله شرف عظيم ومهمة صعبة لا تعطى إلا إلى من هو أهل لها، حفظ الله المملكة العربية السعودية من مكر الماكرين وحفظ بلاد المسلمين من أطماع الحاقدين.