سألني مذيع قناة الحدث كيف نفسر تناقض الخطاب الإيراني في دفاعه عن القدس والقضية الفلسطينية وتزويده للحوثيين صواريخ لضرب مكة المكرمة؟! أليس الإسلام رابطاً مشتركاً بين الاثنين؟ كيف تكون إيران حامياً للمسلمين ولا تمانع من ضرب الكعبة؟
أجبته أن إيران لا يعنيها الإسلام في شيء والأهم أن العرب لا يعنونها في شيء حتى وإن كانوا شيعة، هي تحارب الاثنين، رفع شعارات الإسلام للعرب فقط، أما القدس والفلسطينيين فلا تذكرهم إيران حين تجتمع مع أي مسؤول غربي، فالخطاب للمجتمع الدولي يختلف عن الخطاب لشيعة العرب.
الخطاب المروج لإيران عند المجتمع الدولي خالٍ من القدس والقضية الفلسطينية، لأنه لا يريد أن يدخل معهم في قضايا جدلية ويخسر الإسرائيليين لصالح قضية ليست قضيته، خذ على سبيل المثال حين ألقى روحاني كلمته في الأمم المتحدة الشهر الماضي لم يذكر اسم القدس ولا بحرف واحد ولا حتى ذكر القضية الفلسطينية، في حين خصص الرئيس الفنزويلي الذي تحدث قبله خمس دقائق من كلمته عن فلسطين، وما ذلك إلا لأن الجمهور المخاطب هنا في الأمم المتحدة ليسوا شيعة من العرب، حتى يضحك عليهم بورقة القدس، إنما حين يتحدث روحاني أو خامنئي في خطب الجمعة في قم وهذا خطاب يستمع له العرب الشيعة فإنه يعرف ما الطعم الذي يلقيه لهم، فتجد يوماً للقدس ويوماً لفلسطين، وممارسة تجدها تعمل على مزيد من شق الصف بين الفرقاء وتستميل فريقاً على فريق، فالانقسام إن كان عربياً فهو في صالح مشروعها حتى لو كان الانقسام فلسطينياً.
ثم إن الإيرانيين لا يروجون لأنفسهم في المجتمع الغربي كمسلمين، بل كإيرانيين، لا يسوقون الإسلام حين يتحدثون عن أنفسهم هناك، بل يسوقون لإيران وحضارة إيران وثقافة إيران وموسيقى إيران وشعراء إيران وأعياد إيران وأكلات إيران وسجاد إيران، لا تجدهم يتحدثون لا عن الإسلام ولا حتى عن آل البيت والحسين والمهدي إلا عند الشيعة وخاصة العرب أو عند المجتمعات الفقيرة التي يراد كسبها كقفازات جديدة.
الإسلام لم يكن ولن يكون شعاراً للتسويق بل «إيران» وهذا ما لا يفهمه الشيعة العرب الذين يتبعون المرجعية الفقيه الفارسية، إنهم هم ودينهم وأرواحهم وحياتهم ومصالحهم ليسوا سوى قفازات يستخدمها الإيرانيون لخرق الأمن العربي، وقد نجحوا في ذلك، استدرجوهم ومنوهم وأغروهم فاستجابت شريحة كبيرة لمشروع قومي فارسي توسعي يهدف لاحتلال الدول العربية وتنصيب إمعات على رؤوسها كما العراق، فاستجاب لها عدد كبير من شيعة العرب وهم يظنون إنما يستجيبون لدعوة آل البيت، حتى لا يظن المرء أن الرسول وآل بيته كانوا فرساً!!
إيران استغلت الحج وهو دعامة من دعامات الإسلام، لضرب الأمن السعودي، فمشروعها الفارسي هو الهدف أما الدين والمذهب فليسا سوى وسيلة، فهل سترتدع أمام الكعبة وبيت الله الحرام وقبلة مليارات المسلمين؟
أبرهة الحوثي ممكن أن يضرب الكعبة، وإيران ممكن أن تضرب الكعبة، فإيران لا ترى الكعبة بل ترى السعودية الجدار الذي يحول بينها وبين احتلال الدول العربية.
وأبرهة الحوثي لم يكن سوى قفاز لبسته إيران لضرب السعودية، ومثله بقية العرب من جماعة الولي الفقيه في أي بلد عربي في العراق وسوريا والبحرين والسعودية ولبنان كلهم لا يزيدون عن كونهم مجرد قفازات ذات استعمال مؤقت سيعانون الأمرين مثل شيعة الأحواز حين تنتهي من خدماتهم، إنما «الشرهة» ليست على إيران بل على من قبل خانعاً خاضعاً خائناً ذليلاً أن ينفذ أجندتها!!