دائماً ما تحظى زيارة جلالة الملك حفظه الله لبريطانيا باهتمام بالغ من أعلى مستوى في القيادة البريطانية.
العلاقات البحرينية البريطانية تمتد لعقود طويلة، وكبحرينيين نعرف قوة الارتباط والصداقة التي تجمع جلالة الملكة إليزابيث الثانية بقيادة البحرين، منذ أيام الأمير الراحل عيسى بن سلمان طيب الله ثراه، ووصولاً إلى اليوم، وعلاقة الود والاحترام التي تكنها لجلالة الملك.
عندما يكون الملك حمد بن عيسى في بريطانيا تجد اهتماماً واضحاً من قبل المسؤولين السياسيين البريطانيين، بالأخص أعضاء البرلمان البريطاني، وعدد كبير من البارونات واللوردات والنبلاء.
هذه الشريحة رفيعة المستوى من المجتمع البريطاني تعرف تماماً ما تمثله مملكة البحرين كدولة مهمة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، وتعرف تماماً كيف أن أبواب بلادنا كانت دائماً مفتوحة للأصدقاء البريطانيين، وأن الجالية البريطانية التي تعيش في البحرين تعيش أوضاعاً ممتازة، وتحظى بمعاملة راقية من قبل البحرين كدولة والناس كشعب عرفت عنه الطيبة وحسن الضيافة.
في السنوات الماضية اتجهت العلاقات البحرينية البريطانية في اتجاه مزيد من التقارب وتقوية الترابط، وكان لجمعية الصداقة البحرينية البريطانية دور فعال في هذا الاتجاه، ومثل حراكها مسألة هامة تدخل في خانة «تنوير» المجتمع البريطاني بما حققته البحرين في عهد الملك حمد من إنجازات عديدة، أهمها ما يدخل في إطار تعزيز العملية الديمقراطية ودعم حقوق الإنسان وتمكين المرأة.
المشهد الجميل في زيارة جلالة الملك الأخيرة تمثل بجموع الطلبة البحرينيين المخلصين لبلادهم وقيادتهم، في مشهد الاستقبال الرائع الذي طالعوا به موكب جلالة الملك المتوجه لاجتماع رئاسة الوزراء البريطانية.
طلابنا وطالبتنا في بريطانيا ضربوا مثالاً جميلاً عبر مشهد حي على صفات المواطن البحريني، هذا المواطن الذي يحب بلاده، ويقدر قيادته، ويحتفي بملكه، وفي نفس الوقت يقدم صورة إيجابية مشرقة للعالم الغربي، تجعل المتمعن في الصورة يدرك بأن هذا الحب الذي يقدمه الشباب لقائدهم يأتي من واقع «تقدير» و»امتنان» لما حققه جلالة الملك من إنجازات في مجال دعم الشباب وتذليل صعوبات التعليم العالي لهم، والأهم يأتي ليقول للعالم بأن هذا الرجل - جلالة الملك - رجل يحظى بالحب والاحترام الكبيرين في بلاده، ناهيكم عن الاحترام والتقدير الذي يكنه العالم له على مستوى القيادات والشخصيات المؤثرة.
كلام البرلمانيين البريطانيين عن جلالة الملك بعد لقائهم به، كلام نعرفه جيداً نحن أهل البحرين، ومن أفضل من يعرف ملكه من شعبه، لكن في المقابل نقول إن هذا الكلام يأتي من شخصيات مستقلة لديها تفكير منفتح ولديها عدالة في التقييم ولديها حيادية في التعاطي مع الأمور بإنصاف، بالتالي سيل الإشادات الذي صدر من قبل الشخصيات البريطانية يأتي بعد مناقشة قريبة لهم مع جلالة الملك في كافة الأمور المعنية بالعلاقات بين المملكتين.
المنطق يقول بأنه، مَن اليوم يريد خسارة حليف يمتاز بالذكاء والحصافة في العمل السياسي، وحراكه الداخلي في بلده يقدم نماذج وأمثلة راقية لكيفية صناعة دولة ترفع شعار الحب والتسامح والتعايش شعاراً لها، وفي نفس الوقت دولة لديها من المواقف المشرفة العديدة، إن كنا نتحدث عن ملفات دولية، أو قضايا معنية برفع المعاناة عن الشعوب، أو مواقف فيها انتصار للعدالة والإنسانية.
هذه هي البحرين، وهذا هو ملكها، الذي يكتب له القبول في الأرض أينما حل، ترحب به الغالبية العظمى من البشر، ويحترمه الكثيرون بمجرد أن يتحدثوا معه، رجل فيه من خصال الشرف والنزاهة والرجولة الكثير، الأمر الذي يجعل من يتشرف بالحديث معه يفخر بمعرفته، ويشيد به وبآرائه وسياسته.
هذه هي المشاهد المشرقة في زيارة جلالة الملك لبريطانيا، مشاهد تماثلها مشاهد عديدة أخرى نراها في زيارات جلالته لعديد من الدول، كل واحدة فيها يترك فيها ملكنا العزيز أفضل انطباع عن البحرين لدى الناس، ويحصد بحصافته وحنكته مزيداً من الحلفاء والأصدقاء، ويقدم بنظافته وسمو أخلاقه للعالم أفضل نموذج يتذكرون به الإنسان البحريني.
حمد بن عيسى، خير سفير لبلاده، هو الرجل الذي يقف أمامه المنصف والحيادي والعقلاني والمنطقي من البشر احتراماً لشخصيته الكاريزماتية، ولصفاته القيادية.
ملكنا دائماً في قلوبنا، مكانه رفيع وعال هناك، كما السحاب الذي لا يضره نباح الخونة والعملاء والحاقدين، والذين أمام ابتسامته وثقته يحترقون بدل المرة ألفاً.
حفظك الله يا رمز البلد.