منذ زمن ليس بقصير، وبلادنا تعاني من عدم الاهتمام بالشواطئ البحرية العامة، فما نطمح إليه هو جعلها واجهة حضارية «صالحة الاستخدام»، رغم أننا في جزيرة يحدها البحر من جميع الجهات، ونتميز بموقع استراتيجي، وهي نعمة نحمد الله عز وجل عليها، ويتمناها الجميع، فأغلب المواطنين إذا أرادوا الاستمتاع بسواحل بحرية نظيفة ومؤهلة عليهم أن يدفعوا مبالغ طائلة للحصول عليها لأن تلك السواحل أصبحت مشاريع خاصة في إطار المنتجعات والفنادق.
المشكلة ليست في تلك المنتجعات والفنادق التي يعتبر وجودها أمراً ضرورياً لتطوير وارتقاء المنظومة السياحية في المملكة والوصول بها إلى العالمية على اعتبار أنها أحد روافد رؤية البحرين الاقتصادية لعام 2030، بل في إهمال «مشهود» من قبل الجهات المعنية بعملية تطوير السواحل العامة المنتشرة في مناطق ومدن البحرين.
شاطئ «بلاج الجزائر» الذي كان في يوم من الأيام محطة مهمة لجذب العوائل البحرينية بكبارها وصغارها، أصبح في وقتنا الحالي مكاناً لقيام بعض المواطنين والوافدين بسلوكيات «غير أخلاقية»، هداهم الله، إلى جانب افتقار «البلاج» لأبسط مقومات السياحة الشاطئية من إنارة ومرافق صحية ومواقف سيارات مؤهلة وغيرها.
أغلب المواطنين أعتقد أنهم على استعداد لدفع مبالغ معقولة نظير الاستمتاع بشواطئ بحرية عامة ونظيفة والذهاب إليها مع عوائلهم، خاصة وأننا في زمن لا يوجد فيه شيء «بلاش»، فسياحة الترفيه في مملكتنا من شواطئ بحرية عامة ومدن ترفيهية وغيرها مازالت ضعيفة المستوى، ولا ترقى بتاتاً إلى طموحات المواطن البحريني أو المقيم أو الزائر الخليجي.
نتمنى من الحكومة الموقرة النظر بجدية في هذا الأمر خاصة وأن تطوير وارتقاء السواحل العامة سوف يصب مباشرة في تنمية السياحة البحرينية، فأغلب الدول التي تتميز بشواطئ بحرية جاذبة للسياح من مختلف دول العالم كتايلند وإندونيسيا أصبحت متفوقة علينا بمسافة كبيرة، حيث إن تصميمات منتجعاتهم وفنادقهم على البحر متميزة مقارنة بالموجودة في بلادنا.
* مسج إعلامي:
مبادرة طيبة من بيت التمويل الكويتي - البحرين بإعلانه عن بدء العمل فعلياً لتجهيز شاطئ جزيرة «الهلال» الممتد لمسافة تزيد عن 1.5 كيلومتر في درة البحرين خارج جزر الفلل الحالية وفتحها للمستثمرين والمواطنين «حسب الشروط»، ليكون الشاطئ محطة جذب سياحي وترفيهي ملائمة للجميع، مع تأكيد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي - البحرين السيد عبدالحكيم الخياط أن المخطط سوف يتضمن وسائل الترفيه العائلي ومقاهي ومطاعم. ومن وجهة نظري أرى أن الدور الإيجابي الذي تقوم به تلك المؤسسة المالية أنموذج يحتذى به في سبيل تنمية الاقتصاد الوطني من خلال دعم القطاعات الاقتصادية كالعقار والسياحة وغيرها.