من جديد، يعود السفير الإيراني السابق في البحرين حسين أمير عبداللهيان إلى ما عرف عنه من حقد دفين على البحرين، ليتطرق إلى الشؤون الداخلية لمملكتنا، ويصفها بما يعشش في عقله المهترئ والخرب من معتقدات قائمة على الكذب والتدليس وقلب الحقائق، وهي صفات ليست وليدة الساعة لنظام يمثله عبداللهيان وغيره من تلك الشرذمة التابعة للنظام الإيراني. عبداللهيان هذه المرة عبر قبل أيام قليلة عن حقده المغلف بالكذب والتدليس عبر قناة «الميادين» اللبنانية، وأخذ يتفوه بكلام غير مسؤول عن البحرين، وقد لا أجد في كلامه الشيء الجديد، ولكن لا يمنع أبداً من الرد على سفير عرف عنه بسفير أزمة 2011 في البحرين، بل هو الرجل الذي فشل في تحويل مخططات النظام الإيراني وحلمه القديم الجديد بشأن البحرين. إن عبداللهيان لم ولن يجرؤ على الاعتراف بفشل مهمته في البحرين بالرغم من أنه يعد من الدبلوماسيين القدامى لبلاده في البحرين، بل عمد في حديثه لـ»الميادين» إلى قلب الحقائق – كعادته – بشأن الأوضاع في البحرين، وهو التفاف على فشله كدبلوماسي قديم، ولكن لا مانع من أن نذكر عبر هذه السطور بعضاً من فشل مهامه كدبلوماسي سواء في البحرين أو غيرها. عبداللهيان فشل كدبلوماسي لبلاده في البحرين، بعد ثبوت ضلوع إيران بأحداث المملكة وأزمتها في 2011، حيث أحبطت قوات أمننا الباسلة محاولات دخول شحنة من الذخائر والمتفجرات والأسلحة قبالة السواحل البحرينية، وتم ضبط خلية إرهابية تبين أنها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وقد ظهرت جلياً أنشطة إيران السرية في البحرين، ومحاولاتها زعزعة الاستقرار في البلاد، من خلال بث الفرقة بين المواطنين، وبعد كل هذا الفشل الدبلوماسي لعبداللهيان عهدت إليه مهام أخرى بعد أن حظي بمنصب في وزارة الخارجية الإيرانية. المنصب كان مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية، حيث عهد إليه بملفين هما سوريا واليمن، ولكن ولأنه إنسان لا يجيد الكياسة والدبلوماسية في تصريحاته الصحافية، بل إنه يضع النظام الإيراني في كثير من المواقف المحرجة له والتي يحتاج لإزالتها أو تبريرها الكثير من الكذب واللف والدوران من إيران، لذلك لم يجد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني حلاً يخفف من مواقف عبداللهيان المحرجة للنظام، سوى عزله من الملفين اليمني والسوري، وهو ما حصل في يونيو الماضي، وإن كانت كلمة «عزل» أستطيع تفسيرها بـ «الإقالة» أو التهميش حيث أصبح مستشاراً وهو مسمى يدل على التهميش، إذ جاء بعد توليه منصباً كبيراً، ولكن من باب الأمانة الصحافية، لنقل كما قالها النظام الإيراني، هو «العزل». وهكذا يتوالى فشل هذا الإنسان في الشأن الدبلوماسي بالرغم من سنوات خدمته الطويلة، حيث يقع في أخطاء فادحة أو يسوقه لسانه إلى التفوه بكلمات لا يقولها دبلوماسي، بل إن تقريراً نشره موقع «ناشونال إنترست» من إعداد محمد سهيمي الأستاذ في جامعة ساوث كاليفورنيا قال في وصفه لعبداللهيان بعد عزله من منصبه في الخارجية الإيرانية، واقتبس منه التالي: «.. ومثل بقية المتشددين كان عبد اللهيان وقحاً وهجومياً، وعادة ما اشتكى الدبلوماسيون العرب من نبرته «غير الدبلوماسية»»، انتهى الاقتباس. وقد يتساءل البعض إن كان هذا الرجل فشل كل هذا الفشل في الشأن الدبلوماسي، فلماذا عهد إليه بمنصب في الدولة الإيرانية وهو مساعد رئيس مجلس الشورى وذلك بعد شهر من عزله؟ في اعتقادي أن السبب هو قرب هذا الرجل وعلاقته القوية جداً بالحرس الثوري الإيراني، وبما يسمى بـ» الباسيج الإيراني»، وهي ميليشيات إيرانية مدعومة من النظام، متشددة ومخلصة لما يسمى بـ «الثورة الإيرانية»، والتي رفضت عزل عبداللهيان من الخارجية الإيرانية، وعملت جاهدة على إعادته للواجهة من خلال منصبه الحالي، والذي أرى وبناء على المعطيات السابقة أنه لن يبقى فيه طويلاً. على كل حال، إن كانت إيران لم تنسَ فشل مهمتها الاستعمارية في البحرين خلال عام 2011، فعليها أن تدرك أن الشعب البحريني المخلص لن ينسى ذلك أيضاً، وإن هذا الشعب العربي وقف بكل بسالة وشجاعة خلف قيادته، وملكه، حفظه الله، والتفاف الأشقاء. لقد استوعبنا درس الأزمة في 2011، وسندافع وبشراسة عن وطننا، وإن كان النظام الإيراني لم يمل من كذبه وتدليسه على البحرين، فإننا لن نمل كذلك من قول الحقيقة وتكرارها مرات ومرات، والدفاع عن وطننا، لذلك إن كان عبداللهيان السفير الفاشل يحاول تبرير فشله الدبلوماسي في كل موضع حشر نفسه فيه، فلا يحاول أن يلقي باللوم على الآخرين، فلسنا مسؤولين عن فشله.