يواجه المدنيون السنة في العراق وسوريا قدر الضحية، لاسيما في ظل المعركة الطاحنة التي تعرضهم للإبادة دون هوادة في «حلب» من قبل القوات الروسية والنظامية والميليشيات التابعة لها. يأتي ذلك إلى جانب بشاعة هزّت الضمير الإنساني إثر استهداف المدنيين وأنشطة الأمم المتحدة وفشل مجلس الأمن الدولي، وفشل مشروعي قرار، «أحدهما روسي والآخر فرنسي، يدعوان إلى هدنة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء سوريا». من جهة أخرى، أسهمت تلك الأزمة في تجزئة العالم العربي إزاء ما يجري في «حلب» ويبدو أن مخرجات الوضع الراهن، والذي يشي بتغلق أبواب حلحلته، أن الأمر لن يخرج عن إبادة جديدة للسنة في غير مكان.. في «الموصل» تحديداً.
ويشهد الإسلام تقليعات سياسية جديدة في تأسيس دوله، فمن «دولة الخلافة – «داعش»» إلى «دولة العدل الإلهي» التي أعلن عن التمهيد لقيامها قيس الخزعلي - زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» التابعة للحشد الشعبي، في سياق حديثه عن معركة الموصل المرتقبة ضد الدواعش. وكان الخزعلي في حديثه قد ربط بين معركة الموصل، وبين الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، بقوله إن «معركة الموصل هي انتقام وثأر من قتلة الحسين». يأتي ذلك على خلفية الذريعة القائلة بأن سنة الموصل كانوا مواطنين صالحين في دولة الخلافة، بل ومتواطئين معها ضد القوات العراقية حين هزمت قبل سنوات، فقط لأنهم لم يثوروا على «داعش» في تغاضٍ تام عن كونهم مجبرين على الصمت. ولا تفوتنا الإشارة إلى أن تعقد المشهد في الموصل مؤخراً يتمثل في صدام «الحشد الشعبي» مع تركيا التي قامت بدورها بإقامة 12 لواء في بعشيقة للحيلولة دون فتك «الحشد الشعبي» بالمدنيين السنة، ليكون ذلك بمثابة القماش الأحمر الذي يثور قبالته العبادي وزبانيته ويجن جنونهم.
لا يختلف أغلب المحللين على دموية «معركة تحرير الموصل» القادمة لتعدد واختلاف أطراف هذه المعركة، فهناك الجيش العراقي والوجه الإيراني المتمثل بـ«الحشد الشعبي» من جهة، والأتراك من جهة، فضلاً عن الأكراد والقوات الأمريكية، بل وحتى الآشوريين المسيحيين واليزيديين. ويشير بعض المحللين إلى أن «انهيار «داعش» سيشكل فراغاً استراتيجياً» وكل أطراف المعركة تسعى للقفز إليه، وهو ما يشكل الصراع على قالب الحلوى أو اختلاف اللصوص على الغنيمة.. فهل في خضم كل هذه الفوضى، تتوقع هذه الأطراف أن يقف مدنيو السنة في الموصل مكتوفي الأيدي دون الدفاع عن أنفسهم؟ إن الإجابة الحتمية على هذا السؤال ستجعل المذبحة حاصلة لا محالة!!
* اختلاج النبض:
تقف دول الخليج العربي من حلب موقف العاجز، فلا يمكنها وقف المذابح هناك.. ومن المؤلم أن نتوقع تكرار السيناريو في الموصل!! لكم الله أيها المدنيون السنة في الحربين، الجارية والمنتظرة.