من يعرف صاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، سمو رئيس الوزراء الموقر، يعرف حبه الشديد وعلاقته الوطيدة بالمملكة العربية السعودية. فلا يكل سمو الأمير خليفة بن سلمان من التذكير بأفضال المملكة العربية السعودية على البحرين وعلى سائر الدول الخليجية والعربية في كل مناسبة خاصة أو عامة. ولا غرابة مطلقاً في أن يلعب صاحب السمو الأمير دور الوسيط في التقارب السعودي التايلندي حيث بادر صاحب السمو الملكي بعقد اجتماع بحضور سموه بين كل من معالي رئيس وزراء تايلاند، ومعالي السيد عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث تم خلال هذا الاجتماع فتح ملف جديد من العلاقات السعودية التايلندية والاتفاق على ضرورة تكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين بما يدعم مصالحهما المشتركة.
شُلت العلاقات السعودية التايلندية منذ عام 1989 بعد الحادثة المشهورة والمعروفة باسم «الماسة الزرقاء» وملخصها أن عاملاً تايلندياً كان يعمل في المملكة العربية السعودية، قام بسرقة مجوهرات نادرة من أحد الأمراء هناك، واستطاع الهرب بهذه المجوهرات الثمينة إلى تايلند، وما أعقب هذا الموقف من تواطؤ من قبل السلطات التايلندية في عملية استرجاع هذه المجوهرات، وتفاقمت الأزمة والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين عندما أقدم عدد من الخارجين عن القانون بقتل عدد من الدبلوماسيين السعوديين العاملين في سفارة المملكة العربية السعودية في تايلند آنذاك، تبعها اختفاء وقتل رجل الأعمال السعودي الرويلي عام 1990، والكشف عن العديد من الأمور التي جعلت العلاقة بين المملكة العربية السعودية وتايلند تتدهور منذ ما يشارف على 30 عاماً.
منذ ذلك الوقت، لم يتدخل أحد ليخفف من حدة هذا التوتر الذي أدى إلى وقف الاستثمارات السعودية في تايلند ووقف سفر السعوديين إلى تايلند. بالإضافة إلى إيقاف استيراد الأيدي العاملة التايلندية، إلا أن حنكة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان وبنظرته الثاقبة وبدرايته وبحكمته الدبلوماسية جعلته يتخذ زمام المبادرة في التقريب بين هاتين القوتين السعودية وتايلند، التي لا يستهان بهما سواء على الصعيد الاقتصادي أو العسكري، لا سيما في هذا الوقت الحرج، والذي يمر به العالم بمنعطف سياسي وعسكري يستوجب صنع تحالفات جديدة.
خليفة بن سلمان يحاول جاهداً أن يرد الدين للمملكة العربية السعودية بكل ما يملك، وها هو يقوم بدور حيوي في بناء جسر من التقارب بين المملكة العربية السعودية كأهم قوى خليجية وعربية وإسلامية وبين قوة لا يستهان بها آسيوياً من أجل بناء تحالفات جديدة لبدء مرحلة جديدة للمنطقة.