ليس من واجب وزارات الدفاع الخليجية حماية أنظمة معلوماتها الخاصة فحسب، بل والدفاع عن كل نظم المعلومات المحلية. فالدفاع يشمل أرض وسماء وممتلكات الدولة. ولا يقتصر الدفاع في مجال الإنترنت على منع الهجمات المستقبلية في العالم السيبري «Cyber»، بل منع الهجمات بالأسلحة التقليدية التي يتم تنسيقها عبر «واتساب» و»تويتر» و»سوما» و»فايبر» وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي. ولاشك في أن أجهزة الأمن الخليجي تواجه إشكاليات في التعامل مع بعض شركات وسائل التواصل الاجتماعي، بذرائع الخصوصية، لكن هذا الأمر لا يتم دون صراع حتى لدى رجال الأمن الأمريكان أنفسهم، فقد شدني ما كتبته صحيفة الدفاع الأمريكية «Defenseone.com»، على لسان جون ماكين رئيس لجنة الدفاع في الكونغرس مخاطباً البيت الأبيض حين قال: «إذا لم تضعوا سياسة دفاع سايبيرية «Cyber Defense Policy»، فسيضعها الكونغرس». ثم التفت مخاطباً شركة «تويتر»، «Twitter» قائلاً: «العار على «تويتر»، علينا فضح تخاذلهم». ولسنا كمراقبين لأمن الخليج مع الأنظمة الشمولية، أو الأخ الأكبر، الذي يراقب كل شي، لكن يحز في الخاطر أن بعض دول مجلس التعاون قد ركزت على حفظ حقوق شركات الاتصال المحلية عبر منع ميزة المكالمات الدولية عبر وسائط، التواصل الاجتماعي، وأهملت الجوانب الأمنية، مما يعيدنا لجدلية الأمن الوطني أم التاجر!
ولتؤثث دول الخليج الفراغ التقني، يجب تجاوز شركات التواصل الأجنبية، والتوسع في تكليف شركات أمن المعلومات ومحاربة طرق التجسس المحلية، بدل استجداء «تويتر» و»واتساب» للتعاون، وخير مثال على نجاح مثل هذا النهج هو إنجازات مجموعة سايبركوف «Cyberkov.com» الخليجية وتعيين الشباب الخليجي النابه لإدارة أنظمة الحماية. فالخطر القادم كما اتفق رجال لجنة الدفاع الأمريكي ليس في اختراق الأنظمة من قبل القراصنة وأخذ ما يريدون، بل التلاعب بها والطعن في مصداقيتها، ولكم أن تتصوروا سرعة ودقة القرار المتخذ من قائد ميداني لا يثق بالخريطة الإلكترونية التي معه وهو في ميدان المعركة.
* بالعجمي الفصيح:
في 9 يونيو 1982، في معركة جوية، وخلال ساعتين فقط، دمر سلاح الجو الصهيوني في معركة سهل البقاع بطاريات سام و82 طائرة سورية، من دون تدمير أية طائرة للعدو. فقد اُستـُخدِمت تكتيكات وتكنولوجيا حرب الكترونية مبتكرة، اعاقت أنظمة القيادة والسيطرة السورية، حتى أن الطيار السوري البطل كان يطلب التوجيهات من مركز توجيه المقاتلات، فيسمع في جهازه أغاني أم كلثوم. فمن سنسمع في المستقبل إذا أصبح الإنترنت الخليجي منظومة تسلح بيد العدو!!
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج