السياسة ليست مهنة بل هي موهبة وفن، وهي كلمة مرتبطة بمجالات الحياة المختلفة وعلى الأخص العلاقات الإنسانية. والتواصل مع الناس شيء لابد منه إذ إنه ظاهرة صحية، والعزلة لا ينتج عنها سوى الآلام والأمراض. فالمجتمع قائم على العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية، وهذا العامل يدخل في مجالات عدة بما في ذلك التوظيف. وهذا ليس تحليلاً شخصياً، بل هو واقع لا يمكن تجاهله. إن المرحلة العمرية ما بين 18 سنة و30 سنة هي – في نظري – أخطر مرحلة عمرية، حيث يدخل الإنسان الذي بلغ أشده معترك الحياة، ويواجه مشاكل جسيمة لم يشهدها من قبل، علماً بأنه قد يتعرض لتقلبات فكرية ونفسية نتيجة لعوامل عدة. ومن المهم أن يتم احتواء أبناء هذه الفئة العمرية الذين وهبهم الله طاقة رهيبة، وأن يتم الاستماع إليهم وإشعارهم بأهميتهم في المجتمع، وعدم تحطيم معنوياتهم وقتل طموحاتهم. ولا يعجبني الشخص الذي يتكلم عن عدم معرفة. فإذا لم تتوفر لديه معلومة ما، فعليه أن يبحث أو يلزم الصمت. والتحدث عن الإنجاز الشخصي بشكل مستمر ومفرط يمنع الإنسان من السعي نحو تحقيق إنجاز آخر. ويجب على كل من يدعو إلى الصلاح والنماء أن يكون محباً للمجتمع الذي ينتمي له وليس ناقماً عليه. وفي كثير من الأحيان، تجد الشخص الذي يظهر في الصورة أقل ثقلاً من الشخص الذي يخلق الصورة. والعلم ليس ملكاً خاصاً، وإنما هو ملك عام ينتفع به الجميع. إن مشاغل الحياة تحجب عنا أشياء كثيرة. فنحن نجوب الطرق والأزقة والأماكن الفسيحة دون أن نبحث عن شيء جميل يمكن أن يستوقفنا. فنحن نمر بجانبها مرور الكرام دون أن نعي ما تحمله من معاني الجمال والإبداع. فالنظرات الثاقبة في مثل تلك الحالات تجعل الإنسان يقبل على الحياة بنظرة أخرى وبطاقة أكبر. فكل شكل ولون ورمز له معانيه. وقد يبدو هذا الأمر بسيطاً للوهلة الأولى، لكنه بكل تأكيد سيشعرك بالفرق الجميل. ويسألني البعض: لماذا تكتب في مجال تطوير الذات رغم أنك تعمل في المجال القانوني؟ والجواب هو أنني منذ أن بدأت مسيرتي المهنية قبل أكثر من عشر سنوات، كنت ولازلت أؤمن بأن القانون ليس الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل، وأنه لابد من تضافر الجهود بين المؤسسات والمجتمع لمعالجة المشاكل من جذورها.