ما الفارق بين أبرهة الحبشي الذي حاول قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهاجم مكة المكرمة ويهدم الكعبة المشرفة، وبين مرشد إيران الصفوي خامنئي؟!
الإثنان كان هدفهما واحد، ويتمثل في مهاجمة مكة المكرمة، بغض النظر عن فارق الزمن وفارق الأسلوب.
أبرهة الذي قدم من الحبشة بجيشه المدعم بالأفيال العملاقة حاول هدم الكعبة المشرفة، فحمى الله بيته وأرسل على الجيش الغازي «طيراً أبابيل» رمتهم بحجارة نارية من «سجيل» كانت تنزل على رأس الجندي الحبشي فتشطره نصفين.
مرشد إيران الديني علي خامنئي والذي ينصب نفسه في موقع «الولي الفقيه» وهو ما يعني في عرفه أنه - أي خامنئي - المخول بأن يكون «ممثلاً عن الرب» في الأرض، وأن على أتباعه أن يتبعوه هو ويؤمنوا به هو قبل الله.
مهما حاول أتباعه، ومهما حاول إيرانيو الهوى أن يبرروا ويفسروا ويدافعوا عن «مرشدهم الأعلى» الماسك بنواصيهم المتحكم بإرادتهم، فإنهم لن يغيروا حقيقة أن ما يفعله ملالي إيران ومرشدوهم من الخميني إلى خامنئي لا يخرج عن كونه إضفاء صفة «التأليه» على أنفسهم، بحيث يراهم الناس أولاً قبل خالقهم، وفي هذا شرك صريح.
لم نتعلم من الإسلام «تأليه» البشر، حتى الرسل الكرام منهم، والعالم المطلع العاقل يعرف تماماً الحادثة الشهيرة التي قال فيها خليفة المسلمين وأمير المومنين رفيق رسولنا الكريم الصديق أبوبكر مقولته الشهيرة بعد وفاة رسولنا «من كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت».
وعليه من يكون خامنئي ليتصرف في إرادة الناس مستغلاً الدين وبطريقة فرعون نفسه حين قال للناس «أنا ربكم الأعلى»؟!
هذا ما يحصل في إيران، ومن يحاول تضييع الصورة الحقيقية، فهو إما «تابع» خانع، قابل بتأليه الشخوص، أو هو «عميل» لهذا النظام الذي «يكره» العرب كراهية عمياء، ويدعي في نفس الوقت أن «وليه الفقيه» من سلالة الرسول، رغم كون رسولنا عربي أصيل.
اليوم حينما يهاجم خامنئي المتعهد بالاستمرار في مشروع الخميني المعني بالتوسع الصفيوني المجوسي في الخليج العربي، حينما يهاجم السعودية اليوم مستغلاً فريضة «الحج» فإننا نعرف تماماً الهدف من وراء هذه «الهرطقة» الصفوية الصادرة من طهران.
علماء السعودية كان ردهم الأقسى، رد لا يجمل مجاملات ولا تهاون، من يستهدف الحرمين الشريفين لا يمت للإسلام بصلة، ومن يمنع الناس عن شعائر الله، فهو عدو للإسلام، وإن كان خامنئي اليوم يتعامل سياسياً مع السعودية باعتبارها نده الأثير، فإنه ليس من حقه وهو البشري الفاني وليس رسولاً أو نبياً، ليس من حقه منع الإيرانيين المسلمين الذين ينوون نية صادقة أداء الحج، ليس من حقه منعهم من أداء هذه الفريضة.
ما يحاول «مرشدهم» فعله هو نفس ما حاول أبرهة الحبشي الإقدام عليه قبل قرون، فالسعي لتدويل قضية الحج بهدف استهداف السعودية والتقليل من أهليتها، هو نفس هدف الحبشي الذي حاول هدم قبلة المسلمين. يومها قامت الطيور الأبابيل بسحق عدو الله، واليوم ردود فعل المسلمين الغيورين على بيت الله، المدركين لما فعلته السعودية طوال العقود في خدمة الحرمين الشريفين وحمايتهم، يضاف إليه معرفتهم بما سعت إليه إيران من محاولات سابقة لدس الإرهاب في شعائر الحج، اليوم ردود فعل المسلمين الموحدين الشرفاء هي بمثابة «حجارة السجيل» التي يمطرون بها عدو الله أبرهة الإيراني.
ليداري أولاً خامنئي سوءاته قبل أن يهاجم الآخرين، فإن كان يقول إن «السعودية غير مؤهلة لإدارة موسم الحج»، فليقل لنا لماذا فشل هو وأتباعه في إدارة جنازة مرشدهم الأول الخميني حينما حاولوا حمله لمثواه الأخير في جنازة ضخمة أسفرت عن سقوط جسده على الأرض عارياً من الكفن.
من يفشل في تشييع رجل واحد منحه صفة «التأليه»، عليه أن يخجل من نفسه حينما يهاجم دولة عظيمة مثل السعودية، في كل عام تدير باقتدار شعائر الحج التي يحضرها الملايين.
حقدهم وكرههم يدفعك للقول والجزم بأن هؤلاء لا صلة لهم بالإسلام أصلاً، هم امتداد لفلول كسرى ولأذرع الزرادشتية وعبدة النيران من المجوس، إلا لا مسلم يعادي الله في ركن من أركان الإسلام كالحج.