فاجأتنا دولة الكويت الشقيقة بقرار تراه أنه من صالح الكرة الكويتية ليعيد إلى الأذهان تاريخها العريق مع كرة القدم سواء على المستوى الخليجي في تصدر عدد مرات الفوز ببطولة الخليج أو المستوى الآسيوي يوم فازت ببطولة الكرة الآسيوية أو تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم عام 1982 في إسبانيا وكانت الدول الخليجية قاطبة تتغنى مع الكويت (آه يا الأزرق العب في الساحة يا كويت).
إن المفاجأة التي نقصدها ليست في التوجه إلى تغيير رئاسة الاتحاد الكويتي لكرة القدم واختيار واحد من المواطنين العاديين لأن الاتحاد الكويتي سبق له أن قاده العديد من المواطنين الأهليين وحققوا الكثير من النجاح.
لكن المفاجأة أن تطفو الأخطاء على السطح من قبل كبار القوم الذين مسكوا الاتحاد وتحكموا فيه تحكماً جعلوه يختنق وتتراجع الكرة الكويتية سنوات طويلة إلى الوراء، ولم يلتفت إلى هذا التراجع سوى المخلصين من أبناء الأزرق.
هذا القرار الأخير يكشف لنا الكثير من المساوئ الإدارية السابقة ويقدم للدول الخليجية عامة واتحادات الكرة فيها خاصة الدروس والعبر، فالقرارات التي تابعناها والتي صدرت ضد اتحاد الكرة الكويتي يوم كان رئيسه أحمد الفهد من الفيفا وغيره والغرامات الباهظة واستبعاد المنتخب الكويتي من المشاركات الخارجية وكانت موثقة بالبراهين والأدلة القاطعة فضلاً عن اعترافات المسؤولين الكويتيين، كل ذلك أدى إلى انحسار (الموج الأزرق) وولادة جيل كويتي كروي مشوه الأعضاء لا يستطيع حتى الحبو على اليدين والرجلين.
من السهل جداً أن نستعرض الأخطاء الإدارية السابقة للاتحاد الكويتي لكرة القدم لكن المساحة تمنعنا والإشارة تجعل اللبيب يفهم ماذا نقصد.
إن السؤال المقدم منا هو: لماذا لا نسير نحن في اتحاداتنا الرياضية خاصة الكبيرة والجماهيرية، حذو الحكومة الكويتية في تعيين العناصر الأهلية، والاكتفاء بأسماء الشخصيات الرسمية كرؤساء فخريين؟
لا يحتاج مني السؤال إلى توضيح والمقصود واضح، لأن وجود الشخص الرسمي في أي اتحاد يتطلب (حب خشوم وتقبيل أيدٍ ومجاملات وإن قام قمنا وإن قعد قعدنا) وأي عضو وكل الأعضاء يتحولون إلى (ريموت كونترول).
لكن لو كان رئيس الاتحاد شخصاً من المجتمع الأهلي لما تطلب انتهاج أسلوب الجبن والمجاملة، والحكومة الكويتية تقدم لنا الدروس فهل نستفيد منها؟!