تهتم الكثير من العائلات البحرينية في الصيف بإشراك أبنائهم في معسكر الأكاديمية الملكية للشرطة الصيفي التابع لوزارة الداخلية، وهناك من العائلات من يفوتها أشراكهم لأسباب عديدة أهمها أن يكونوا في فترة فتح باب التسجيل في رحلة سفر بالخارج أو لاكتمال العدد المسموح به للتسجيل في كل محافظة، مما يستدعي جعل المشاركة على مرحلتين وفتح الباب لتسجيل دفعة ثانية بعد انتهاء مشاركة الدفعة الأولى.
فكرة معسكر الأكاديمية الملكية للشرطة الصيفي -والذي يأتي كل عام ويستهدف الشريحة العمرية من 12 إلى 17 عاماً، ويتم تسجيل الشباب فيه عن طريق المحافظات الأربع- فكرة ممتازة لإعداد جيل المستقبل الناشئ، فالعناوين العريضة التي تقوم عليها أهداف هذا البرنامج رائدة، فهو يقوم على تنمية قدرات الشباب الذهنية والبدنية والنفسية وتعزيز المواطنة والولاء للقيادة والأهم غرس الهوية الإسلامية العربية البحرينية، وهذا ما نحسبه أهم مبدأ يحتاجه الشباب اليوم.
هناك عدة ملاحظات هي بالنهاية طموحات نتمنى أن تصل للقائمين على هذا المعسكر والجهات المعنية بقطاعات الشباب، أولها أن الأفكار التدريبية التي يعنى بها هذا المعسكر من الممكن تطويرها وإبرازها، بحيث يكون محطة للانطلاق باسم البحرين عربياً وعالمياً، فلو تم استحداث مسابقة لأفضل شاب أو شابة مشاركة في المعسكر الصيفي «شخصية عام 2016 مثلاً»، بحيث تبرز إعلامياً بالتعاون مع عدد من المحطات العربية والأجنبية وتعد تقارير وتغطيات عن الورش التدريبية والزيارات، ونشدد على أهمية أن تكون التغطيات بطريقة قريبة من التغطيات التي نراها في الإعلام الاجتماعي، ويكون هناك تحدٍّ قائم بينهم في تنفيذ أفضل الأفكار في خدمة الوطن والمجتمع، وترجمة ما يتم الاستفادة منه في هذا المعسكر على أرض الواقع عن طريق تنفيذ مشاريع يقوم بها كل مشارك.
ومن الممكن أن تكون فترة المسابقة بعد مرحلة الانتهاء من المعسكر الصيفي، بحيث تكون هناك مرحلة ثانية يتم فيها ترشيح أفضل المشاركين من كل محافظة لإعداد المشاريع، والمشروع الذي يفوز بالمركز الأول بالإمكان التنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذه على أرض الواقع للشباب البحريني.
الأهم أيضاً إيجاد تواجد لهذا المعسكر وأجوائه على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يتم إطلاق حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تعنى بإبراز مشاركات هؤلاء الشباب وإبراز أجواء التحدي والمغامرات والعمل بينهم بشكل قريب مما نراه اليوم في إعلامنا العربي، ولا بد من إطلاق برامج ترسخ مفاهيم الوطنية وتبرز النماذج الإيجابية والفعالة من الشباب الذين يخدمون مجتمعاتهم عن طريق وسائل الإعلام والتركيز على كيف يتطور الشاب وينمي شخصيته ويغيرها للأحسن، ليكون مواطناً صالحاً فاعلاً لعائلته ومجتمعه ووطنه، وكيف يكون قوياً أمام من يحاول أن يغرر به أو يهدم أمن مجتمعه، فالترويج لهذه الأجواء سيستقطب العديد من الشرائح المجتمعية البحرينية وحتى الخليجية والعربية لمتابعتها، وسيكون هؤلاء الشباب البحرينيون بمثابة القدوة لهم وهم يتابعونهم يومياً على حسابات التواصل الاجتماعي.
هذا المعسكر يقوم على استراتيجية تفعيل الشراكة المجتمعية واستقطاب الطلبة وتزويدهم بكافة أنواع العلوم والقدرات الثقافية ليكونوا قادة للمستقبل، وأمام ما نواجهه من تحديات أمنية ومجتمعية وثقافية ولكون مجتمعنا في مملكة البحرين مجتمعاً شبابياً ومع ازدياد الأعداد الراغبة في الاشتراك في معسكر الأكاديمية، لا بد من التنسيق لطرح معسكرات متعددة تستقطب كافة الشرائح تتولاها العديد من الجهات ذات الصلة بالتعاون مع وزارة الداخلية، كأن يقام معسكر لطلبة الجامعات ومعسكر تتولاه وزارة التربية والتعليم لطلبة المدارس، ومن الممكن إقامة معسكر صيفي لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا نبالغ إن قلنا إقامة معسكر صيفي يتعاون مع المعسكرات الخارجية في دول الخليج وبريطانيا وأمريكا وكندا، بحيث يتم ابتعاث أفضل المشاركين في المعسكر لتمثيل البحرين خارجياً بين شباب العالم.
ومن ضمن الطموحات التي نتمنى أن تتم دراستها في المعسكرات القادمة، أن تكون هناك دورات معنية بترسيخ «عادات وتقاليد أهل البحرين»، بحيث يتم فيها تعليم الشاب عاداتنا وتقاليدنا، ويتم التنسيق مع أصحاب المجالس البحرينية أيضاً من باب تعزيز هذه الثقافة المجتمعية لديهم.
ونتمنى أن تتم زيادة أعداد الفتيات المشاركات، وأن يتم الاهتمام بتعليمهن عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، ولا بد من الاهتمام بتنمية شخصية الفتاة البحرينية وتطويرها بما يتماشى مع مناهجنا الإسلامية والوطنية، وأن يتم طرح ورش تدريبية للفتيات المشاركات تعنى بالآداب الإسلامية والمحاضرات الدينية، الأمر الذي يسمح بأن تكون لدينا أجيال راشدة قيادية متسلحة بالعلم والدين والأدب، لا العلم فقط، مما يحفظ مجتمعاتنا من أوجه الفساد المجتمعي والأخلاقي وحتى الجرائم.
كما نتمنى خلق قنوات تواصل مع المشاركين في هذا المعسكر حتى لو إلكترونياً، بحيث يكون هناك تواصل مستمر معهم ولا ينقطع بانتهاء فترة المشاركة البسيطة في المعسكر، من باب تفعيل الشراكة المجتمعية ومد جسور التواصل مع الشباب وبما يتماشى مع متطلبات هذا الزمن ويواكب اهتماماتهم الإلكترونية.
هؤلاء الشباب كثير منهم يمتلك خامة وطنية جيدة تحتاج للتطوير حتى يكونوا سفراء البحرين في العلم والأخلاق والوطنية مستقبلاً.