بدأت الإجازة الصيفية، وبدأ الخليجيون كعادتهم السفر للخارج هروباً من الحر، واستغلال الإجازة الصيفية للترويح عن النفس.
وتنقسم الرحلات السياحية التي يقوم بها الخليجيون إلى 3 أقسام، منها الرحلات القصيرة، وهي السياحة الداخلية أو السياحة البينية، أو الرحلات المتوسطة، والمقصود بها الدول القريبة نسبياً، والرحلات الطويلة وهي الرحلات التي تستغرق أكثر من 7 ساعات سفر بالطائرة.
وقد رصدت بعض المواقع السياحية المختصة بالسفر والسياحة بعض الدول التي يفضلها الخليجيون للسياحة، تتقدمهم دولة تركيا، وعدد من الدول الأوروبية وشرق آسيا وتحديداً ماليزيا وتايلند، أما فيما يخص الدول العربية فنرى حضوراً بارزاً لمدينة دبي، وارتفاعاً نسبياً في السياحة في جمهورية مصر العربية والمغرب.
وأعتقد أن الأزمات المريرة التي مرت على عالمنا العربي أثرت بشكل كبير على حجم تدفق السياح إلى عدد من الدول العربية التي كانت معروفة بأنها من الوجهات السياحية المحببة لدى الخليجيين كمصر الشقيقة ولبنان وسوريا واليمن.
ويعتبر السائح الخليجي هو الأكثر إنفاقاً عالمياً، حيث أشار تقرير البنك الدولي إلى معدلات إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي على السياحة الخارجية، مشيراً إلى أن إجمالي إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية تخطّى عتبة الـ 20.6 مليار دولار «77.5 مليار ريال»، وذكر التقرير أن الإماراتيين جاؤوا بعد السعوديين بحجم إنفاق بلغ 17.7 مليار دولار، ثم 12.87 ملياراً للقطريين، ثم 12.28 ملياراً أنفقها الكويتيون، و2.3 مليار دولار أنفقها العمانيون، وبلغت نفقات السياح البحرينيين 864 مليون دولار، وذلك خلال عام 2014.
كل هذه المليارات آنفة الذكر تصرف من قبل الخليجيين على السياحة الخارجية، أفليس من الأولى أن تصرف هذه المليارات داخل خليجنا العربي!! لاسيما أن الأوضاع الأمنية باتت غير مستقرة في عدد كبير من العواصم الأجنبية وشرق آسيا المشهورة بالسياحة!! وكل يوم تشهد هذه العواصم تهديدات أمنية مختلفة!!
لا أنكر بأن خليجنا حار ورطب!! لكن خليجنا قريب وآمن!! وهناك دعم كبير للمقومات السياحية في عدد من الدول الخليجية لاسيما في دبي ودولة قطر، فنرى الأماكن السياحية المكيفة، والبرامج السياحية العائلية التي تتناسب مع مختلف الفئات العمرية ومختلف الأذواق.
وهناك عدد من المناطق الخليجية التي تمتاز بجوها اللطيف في فصل الصيف الحار مثل مدينة أبها والطائف في المملكة العربية السعودية، ومنطقة صلالة في سلطنة عمان، ولذلك نحث القائمين على هذه المناطق الاستثمار في هذه المناطق لجذب عدد أكبر من السياح.
لقد حبانا الله بخليج مترامي الأطراف، ومختلف البيئات، فكم هو جميل أن نستغل كل شبر فيه ليكون صيفنا في خليجنا، وبدلاً من أن ننفق كل هذه المليارات في الخارج، ننفقها في خليجنا وأن ننشط السياحة البينية فيما بيننا!!