إن ثورة 23 يوليو 1952 أبرزت وعملت بوضوح من أجل الدوائر الأساسية الثلاث للسياسة الخارجية المصرية وهي العروبة والأفرقة والإسلام. وهذا ما يعتز به كل مصري ومصرية عبر العصور. ولهذا لا عجب أن أحيا الرئيس السيسي هذه السياسة خاصة بالنسبة لأفريقيا بعد أن تعرضت لبعض الوهن نتيجة ممارسة قيادات ما قبل ثورات الربيع العربي وأيضاً بعض قيادات ما سمي الربيع العربي.
كانت سفارة مصر في مملكة البحرين كباقي سفاراتها في عواصم العالم حريصة على الاحتفال بالعيد الوطني المصري احتفالاً يليق بالمناسبة وبمصر وحضارتها فعرضت فيلماً تسجيلياً قصيراً أبرز أهم معالم مصر وحضارتها من الأهرامات والتراث الفرعوني ومن المساجد والأزهر ذات الصلة بالتراث الإسلامي، ومن نهر النيل وقناة السويس القديمة والقناة الجديدة ومن زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمصر كأول حاكم عربي يزور مصر بعد ثورة 30 يونيو التصحيحية التي أعادت سياسة مصر واستراتيجيتها الداخلية والخارجية للصواب بعد سنوات من التجاهل بوعي أو بغير وعي كما يحدث في كثير من الدول في بعض فترات تاريخها. ثورة 30 يونيو 2013 عززت مسيرة مصر المستمرة مع ثورة 23 يوليو ولهذا أحسنت القيادة المصرية الاحتفاظ بتاريخ ثورة يوليو ولم تغيره.
وقد ألقت السفيرة المتميزة لمصر في مملكة البحرين السفيرة سها رفعت الفار كلمة وهي من خير سفيرات بل وسفراء مصر في الخارج والتي جاءت تعبر عن ثورة 30 يونيو بما لها من قوة فكرية وممارسات عملية واهتمام بعالمها العربي وبخاصة بالأشقاء من دول مجلس التعاون وفي المقدمة مملكة البحرين التي وقفت مثل شقيقاتها من دول مجلس التعاون مع مصر على قلب رجل واحد في كافة المواقف التي تعرضت لها بعد تغيرات ما سمي بالربيع العربي. ومن هنا جاءت كلمة السفيرة سها رفعت الفار تشيد بمواقف مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى وعلاقاته بمصر عبر العصور وإيمان جلالته بالدور المصري المهم ومساندة مصر للبحرين ضد أية انتهاكات من دولة إسلامية مجاورة هي إيران مما يمس بسيادة البحرين وعروبتها ويتناقض مع التاريخ والدين وحسن الجوار. فالبحرين بحضارتها العريقة منذ دلمون وبسبقها في التحول للإسلام وحسن وفادة مبعوث النبي عليه الصلاة والسلام لحاكم البحرين تتشابه في نفس السلوك المصري مع مبعوث النبي لحاكم مصر. إنه سلوك حضاري لكلا الشعبين وكلا الحاكمين وليس مثل سلوك حكام آخرين مزقوا كتاب النبي الذي قدمه مبعوثه، ولهذا دعا عليهم الرسول بأن يمزق الله ملكهم، وهذا ما حدث في التاريخ وسوف يستمرون ممزقين حتى وإن أصبحت لهم دولة في بعض السنين وكما جاء في نبوءة سورة الروم في القرآن الكريم وتحليله لعلاقات القوى في تلك الفترة السابقة فإن هذا الصراع بين الروم والفرس ربما سيظل وكلاهما له مطامع في أرض العروبة والإسلام.
جمع احتفال السفارة المصرية بالعيد الوطني نخبة متميزة من قيادات مملكة البحرين وخاصة وزارة الخارجية ومن الشعب البحريني العربي الأصيل والصادق الإيمان بعروبته وإسلامه وتكامله مع مصر تكاملاً عربياً. وهو ما عبرت عنه السفيرة المصرية في الكلمة لتي ألقتها في المناسبة. فتحية لسفيرة مصر في البحرين لجاليتها وشعبها وقيادتها ولشعب البحرين وقيادته.
وتحيا مصر دائماً رغم أنف الحاقدين والمتآمرين. وحقاً قال النبي الكريم لصحابته سيفتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنوداً فهم خير أجناد الأرض. وتفسيري لكلمة جنود هذه أنها كلمة شاملة للجانب العسكري والثقافي والاقتصادي والسياسي وهذا هو دور مصر وقوتها الخشنة والناعمة على مر العصور. وتحيا مصر مهما واجهت من محن وتحديات فسوف تتغلب عليها بفضل الله وصلابة شعبها وجيشها وقيادتها ومساندة شقيقاتها الدول العربية وأصدقائها على المستوى العالمي.