كانت مفاجأة من مفاجآت اتحاد الكرة، وما أكثر مفاجآته خلال هذه الفترة، يوم نشر على الملأ الرياضي شعاره الرسمي الجديد والذي يعكس روح الحداثة كما يرى الاتحاد نفسه، لكن المدقق في الشعار لن يجد الحداثة المطلوبة ولا المضمون التاريخي الذي كانت تزخر به كرة القدم عندنا.
سيرى المدقق في الشعار إن (الكرة) الموجودة في قلبه ليست مدورة وكأنها (مربعة) كما أنه يخلو من تاريخ تأسيسه أو حتى سنة انضمامه للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إضافة إلى إن علم المملكة هو اللون الطاغي وهذا لا اعتراض عليه من هذا الجانب ويكفي أن يكون العلم بلونه الأحمر في زاوية عليا من زواياه.
كان من المفترض أن يعلن اتحاد الكرة قبل اعتماد هذا الشعار عن مسابقة فنية يشارك فيها كل الفنانين التشكيليين وكذلك كل مصممي الجيل الجديد كما في الدول المتقدمة، ومن المؤكد إن لكل فنان فكرة سوف يقدمها للاتحاد وبالتالي يكون إشراك هؤلاء كأنه إشراك للناس في العمل كون الاتحاد لا يمثله فرد أو اثنان بل هو يمثل الأندية الأعضاء عامة وشعب مملكة البحرين خاصة.
كل شيء يتم إنجازه بطريقة فردية لا بد أن تشوبه الأخطاء ويعكس الاستعجال في العمل وبالتالي يكون الإنتاج فارغاً من المحتوى.
لو قارنا شعار اتحاد الكرة الجديد بأي شعار لاتحاد أي دولة تنتمي إلى كرة القدم العالمية سنجد فيه البساطة والمضمون والإيحاء الفني الذي يعكس تاريخ الكرة في هذا البلد أو غيره، لكن شعارنا الكروي الجديد لا يقدم أي جديد يذكر.
لاحظوا شعار دولة البرازيل ستجدونه ملماً بكل تفاصيل هذا البلد وباختصار شديد، وعليكم أن تلاحظوا شعار فرنسا أو إنجلترا أو إيطاليا أو ألمانيا وغيرهم من الدول وسوف توافقونني الرأي على ما أقول.
أنا شخصياً لا أعترض على رأي الاتحاد لكن من حق مجلس إدارة الاتحاد القادم أن يستبدله بآخر، والقادمون أيضاً قد يغيرونه لأنه صدر دون موافقة الأندية الأعضاء وحتى لم تعرض الفكرة عليهم أو مشاركتهم في العمل والرأي، وتلك أمور من بديهيات العمل الإداري في العصر الحديث.