«لوثة» الدماغ التي في عقل الانقلابيين الذين حاولوا بكل قوتهم وإعلامهم اختطاف البحرين في 2011، تجعلهم يظنون بأن المخلصين للبحرين أرضاً وقيادة مثل «أتباعهم»، يمكن خداعهم بالكلمات، وأن ذاكرتهم «بسيطة» بحيث يمررون عليها تناقضات أقوال ومواقف.
ليعلم هؤلاء أننا لم ننسَ ولن ننسى الخيانة ومحاولة سرقة بلادنا والإساءة لقيادتنا واستهداف المخلصين، والاستماتة في تسليم البحرين لإيران لتكون ولاية تابعة للخامنئي.
ولأننا لا ننسى من سقطت أقنعته، وكشفت تلك اللحظة الانقلابية عن حقيقة نواياه، فإننا دائماً لهم بالمرصاد، لأفعالهم وأقوالهم، وكل محاولاتهم لـ»التلون» و»تزوير التاريخ» والظهور اليوم بمظهر الوطنيين المخلصين الداعين للحمة والتسامح والتعايش، بعد أن كانوا على منصة الدوار يخطبون في الناس ويدفعونهم للانقلاب على الدولة ورموز الحكم.
هؤلاء هم من يسمون بـ»منقع الصبخ»، ولمن لا يعرفها ليسأل عنها أهل البحرين المخلصين من «شيابها» الذين لم يبيعوها ويساوموا على ترابها يوماً، الرجال الذين كانت لهم وقفة حقيقية لأجل البحرين العربية الخليجية وتحت ظل قيادتنا عائلة آل خليفة الكرام.
من انقلبوا على البحرين هم الجاحدون بخيرها، هم الجاحدون بتسامح قادتها، وهم الذين لم يقدروا خيرات هذا الوطن عليهم، بالتالي لم «ينقع» كل هذا في عيونهم، وتحولت نفوسهم لمستنقع مليء بـ»الصبخ».
بالتالي أي وجه يزايدون فيه اليوم على المخلصين للبحرين وقيادتهم؟! والله من ينقلب على بلاده ويكشف عن خيانته لقيادته التي أكرمته وأعزته ولم تفعل به مثلما تفعل إيران بشعبها، أو سوريا بشعبها، والله من ينقلب بعد ذلك يفترض ألا وجه له يطالع به الناس، فالتاريخ يكتبه المنتصر، والمهزوم المتوشح وشاح الخيانة عليه أن «يستحي» على وجهه، ويشكر قيادة البلد أنها مازالت متسامحة معه بـ»إرادتها» و»رغبتها» و»تكرماً منها».
لكن بعضاً من هؤلاء مازالت تأخذهم العزة بالإثم، ويظنون بأنهم بحركات «الفهلوة» و»الفبركة» يمكنهم أن يقلبوا مواقعهم، من كارهين للوطن، ومعتلين لمنصة الدوار ذي شعار «إسقاط النظام» ويتحولوا لـ»حمائم سلام» يدعون للتعايش واللحمة والوطنية.
هذا الكذب والزيف هدفه الوحيد استخدام سلاح «النسيان»، ويعتمدونه بعد دراسة طويلة لنفوس البحرينيين الطيبين وأن هؤلاء «سينسون» في ظل مضيهم لعيش حياتهم كما كانت، بالتالي أصبح من كان ينادي بـ»إسقاط النظام» يستميت في إنكار ذلك، أصبح من قال للمخلصين بأنكم «الخارجون ونحن الباقون» يستميت ويزخ أحباراً وسطوراً لا تنتهي ليبرز نفسه أنه الداعي للتسامح والتعايش، يستميت من كان يروج لشعارات العنصرية والطائفية كـ»حسينيون ويزيديون» و»المرتزقة» وغيرها، ليحاول دفع الناس لنسيان أنه كان يقول هذا الكلام.
وهذا ديدن قديم، والتاريخ يوثق ويسجل، ونحن لا ننسى، وكيف ينسى المخلص الإساءة لرموز واستهداف بلاده، حتى من كان يحرض ضد الميثاق والتصويت عليه قبل المناسبة بليلة، هو اليوم يحلف ويقسم بروح الميثاق ومبادئه، رغم أنه لم يقف يوماً ليعترف بأنه «أخطأ» بالتحريض على الميثاق وأنه اليوم «اعتدل» ويعترف به.
أسلوب التقية السياسية والتلون والمراوغة وفوقها الفبركة كلها تجدونها عند هؤلاء، تجدونها في «منقع الصبخ» الذي لم يقدر للدولة تسامحها معه، وكرمها معه، ومنحه مكانة لا يستحقها أصلاً لولا الدولة التي وكأنها ترسل له رسالة صريحة، بأن «متى ستصبح وطنياً حقيقياً»؟!
ونحن نجزم بأنهم لن يصبحوا وطنيين لهذا الوطن أصلاً، ولاؤهم للخارج، وسعيهم لاختطاف الداخل، وإلا كيف يكون وطنياً للبحرين من لا يقوى لسانه على إدانة الجهات التي تستهدف بلاده صراحة؟! كيف يكون وطنياً من لا يسجل التاريخ له أنه قال كلمة واحدة أو كتب حرفاً واحداً يدين التصريحات الإيرانية التي تتطاول على البحرين، أو يندد بالإرهاب الذي يأتينا من عندهم سواء عبر تدريب الإرهابيين أو تهريب السلاح؟! هؤلاء من لا يكتبون عن الإرهابيين وقتلة الشرطة لدينا في الداخل بأنهم «إرهابيون»، بل يستميتون للدفاع عنهم وتبرئة ساحتهم، بينما حينما تعدم إيران بطائفيتها الواضحة مواطنين من الطائفة السنية، يسارعون لوصفهم بـ»الإرهابيين»! لا يضعون صور الإرهابيين وأسماءهم بحجة حقوق الإنسان، بينما حينما يكونون سنة كالخلية السنية قبل أعوام، يسارعون لوضعها أخباراً رئيسة بالصور والأسماء وتفاصيل التفاصيل.
هؤلاء إن ظنوا أنهم يخدعون البسطاء بتغيير خطابهم والتلون والتقلب على الظهر والبطن، فإن المخلصين جالسون لهم بالمرصاد، لست أنت يا أيها الانقلابي والمحرض والكاره للنظام منذ عقود واليوم تحاول «نفاقه»، لست أنت من يعلمنا الوطنية وما تعنيه مصطلحات التعايش واللحمة الوطنية.
والله هزلت.. “منقع صبخ”.. يحاول تعليم المخلصين للبحرين الوطنية! تعلم أنت الوطنية أولاً وامسح أدلة خيانتك وانقلابك بعدها تكلم!