تخيلوا لو قامت الكويت بتحريك «طراد» بحري «طايح حظه» في اتجاه المياه الإقليمية الإيرانية ودخل حدودها نصف دقيقة ثم عاد أدراجه إلى مياهنا، كيف ستكون ردة فعل السلطات الإيرانية، وما الذي ستفعله تجاهنا في الحال؟
المتوقع أن «طرادنا» سيواجه بوابل من الرصاص لمحاولة إبعاده أو قتل من فيه أو القبض على أصحابه وتحويلهم إلى طهران لفتح باب التحقيق للكشف عن حالة التجسس والاستخباراتية والصهيونية العالمية!
وقد حدث قبل أعوام عدة، أن قارب صيد على متنه كويتيان دخل خطأ المياه الإقليمية الإيرانية، فتم إلقاء القبض عليهما، وبعد قصة طويلة أفرجت السلطات عنهما، وعدت ولله الحمد!
مناسبة هذه الفرضية، هو ما أقدمت عليه إيران منذ أيام من تعدٍّ على مياهنا الإقليمية، وبسببه عبرت الكويت والسعودية عن احتجاجهما وتم إبلاغ الأمم المتحدة برسالة شديدة اللهجة!
كيف تحرّم إيران ما تحله لنفسها عندما تتجاوز مياهنا الإقليمية وبحالات متكررة عبر زوارق عسكرية -وليس طراداً- كما حدث في أبريل الماضي لسفينة اسناد وقاربين سريعين على متن كل منهما ثلاثة أشخاص مسلحين لتدخل مياهنا الإقليمية برفقة الأعلام الإيرانية... وتجاوز آخر في الشهر نفسه لسفينة اسناد من نوع «هنديجان 1401» اتجهت نحو المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية، حتى اقتربت تلك السفن والزوارق من البئر (3) في حقل الدرة؟! إذا كانت إيران تدعي اليوم، وقد ادعت بالفعل، بأن لها نصيباً من النفط في تلك البقعة من المنطقة المغمورة التي تملك الكويت والسعودية معاً حقاً سيادياً خالصاً في التنقيب عن الثروات الهيدروكربونية واستغلالها في حقل الدرة والمنطقة المقسومة، لماذا «طنشت» طلب البلدين المتكرر البدء في مفاوضات مشتركة لتعيين الحدود البحرية الفاصلة بين المنطقة المذكورة والمياه الإيرانية وفقاً لأحكام القانون الدولي؟
المؤكد أن إيران تدرك اليوم خسارتها للمفاوضات لعدم وجود دليل لملكيتها، وبالتالي راحت تسير زوارقها وسفنها الحربية كنوع من التهديد بهدف إرغام الدولتين على دخولها عنوة في تلك الحصة... وإلا، السفن جاهزة!
ولعل الرسائل الأخيرة واضحة، ليس فقط لنا، بل أيضاً لدول مجلس التعاون الخليجي، وآخرها الأسبوع الماضي عندما أوقفت إيران سفينة إماراتية في مياه الخليج العربي، متهمة إياها بتزوير أوراقها بعد ما ورد في تصريح المرور عبارة، الخليج العربي بدلاً من الفارسي!
على الطاير:
- جاءت كلمة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله في خطابه الأخير في مؤتمر القمة العربية الـ27 في نواكشوط، واضحة ومعبرة عن شعوب المنطقة عندما دعا إيران إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لها.
لذلك نقول للإيرانيبن، أثبتوا حسن نواياكم تجاهنا سياسياً واقتصادياً بعيداً عن التصريحات الدبلوماسية، فقد «طفح» حبكم بل زاد عن حده حتى «فاض» أخيراً في «وكالة أنباء فارس»! تباً لكم! ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!
*نقلاً عن «الرأي الكويتية»