للسفير الأمريكي نتمنى منك الرد على استفساراتنا عن المواقف الأمريكية، ودعنا نسرد لك بعضها علناً نظفر بإجابات منطقية حول حقيقة المواقف الأمريكية من البحرين مع تأكيدنا أن كل ما تبدونه من قلق وتدخلات سافرة ليس بجديد علينا كمواطنين.
ففي أكتوبر 2014 أبدت وزارة الخارجية الأمريكية قلقها لقرار وزارة العدل البحرينية بتجميد أنشطة جمعية الوفاق - الإيرانية الهوى- لمدة ثلاثة أشهر لتصحيح أوضاعها الداخلية، وإزالة مخالفاتها، وعدم اكتمال النصاب القانوني، وامتناعها عن موافاة وزارة العدل بآليات عقد المؤتمرات ومحاضر الحضور والتصويت، متجاوزة بذلك عرف سيادة الدول، ومبادئ عدم تجاوز القوانين والمواثيق الدولية الذي وضعته الأمم المتحدة، فبيان خارجية أمريكا كان يفسر و يؤكد دعم أمريكا ومباركتها لكل هذه المخططات والتجاوزات، وأنه ليس من المهم التقيد بأنظمة وقوانين الجمعيات السياسية في البحرين بل من المهم جداً والضروري النجاح في المخطط الإيراني الأمريكي المراد تأسيسه على أرض البحرين حتى وإن كان عن طريق جمعية سياسية هي بالأصل وعلى أرض الواقع لا تتعدى عن كونها جمعية مخابرات إيرانية أمريكية، والدليل اجتماعات السفير الأمريكي السابق المشبوهة معهم باستمرار في مقرها ويبدو أنك اليوم ستستلم العهدة من بعده، وتستكمل خطى من سبقوك في مخالفة العرف الدبلوماسي والتدخل في الشؤون الداخلية بتنظيم الاجتماعات المريبة! في يوليو 2014 قام مساعد وزير الخارجية الأمريكي للديمقراطية وحقوق الإنسان مالينوسكي بالتدخل في شؤون البحرين بعد اجتماعه بعدد من أعضاء الوفاق، وقد قامت البحرين بطرده، لكون ما قام به يخالف الأعراف الدبلوماسية، فقد كان مقرراً أن يلتقي بالمدعو نبيل رجب، ونتساءل ألا يوجد ناشط حقوقي مهتم بلقائه غير هذا الذي يمارس التمييز الحقوقي مع شعب البحرين، ولم نسمع منه يوما استنكاراً على الأقل عن استغلال الأطفال والزج بهم في العمليات الإرهابية التي تمارس ضد شعب البحرين».
وقد نشرت الزميلة أخبار الخليج وقتها تصريح لجين بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية حول طرده ذكرت أن الغرض من زيارة المسؤول الأمريكي كان يتمثل في إعادة تأكيد وتقوية روابط البحرين وأمريكا الثنائية ودعم جهود المصالحة السياسية في وقت مهم، وسؤال الصحفية حينها والذي نشاطرها إياه من الذي طلب منكم أصلاً التدخل ودعم أو عدم دعم جهود المصالحة؟ بأي صفة منحتم أنفسكم الحق في إقحام أنفسكم في الشأن الداخلي على هذا النحو السافر؟
والله أعذار أقبح من ذنوب مسؤوليكم فتفسير كلام متحدثتكم أيها السفير الأمريكي يندرج في معنى أن هؤلاء الذين اجتمع معهم المساعد وكلاء المخطط الإيراني الأمريكي ولا يجب مسهم لأنهم فوق القانون البحريني!
ونطرح علامة استفهام أخرى هنا، هل اهتمام مساعد وزير الخارجية الأمريكية بالاجتماع بأعضاء جمعية الوفاق فقط من دون بقية الجمعيات السياسية الأخرى يأتي لتأكيد الاستمرار في محاولة تنفيذ مخطط الانقلاب المسلح وإحياء ما فشل منه، والذي كان بمثابة الاتفاق السري بين الأمريكان والوفاق بعلم من السفير الأمريكي السابق حسب المصادر المؤكدة والذي تم تأجيله إلى ما بين أبريل - أغسطس 2014 ؟ لما كل هذا الانحياز والاهتمام المكثف من جانبكم لتغليب طائفة معينة من المجتمع البحريني على حساب تنوعاته الأخرى المختلفة؟
للسفير الامريكي في البحرين هل لديكم فكرة عن الحملة الشعبية التي انطلقت في مايو 2013 تحت عنوان «أوقفوا السفير الامريكي» نتيجة تجديد مواقف السفير اأامريكي السابق كراجيسكي الداعمة للوفاق، والتقارير المغلوطة التي يقوم بإرسالها إلى الإدارة الأمريكية عن الأوضاع في البحرين، والتي كان نتيجتها قيام الرئيس الأمريكي أوباما بإرسال رشاد حسين مبعوثه لدى منظمة التعاون الإسلامي إلى البحرين للقاء عيسى قاسم في زيارة خاصة على إثر تفتيش منزله مع المنازل المجاورة بحثاً عن مجموعة من الإرهابيين والمخربين الذين شنوا هجوماً بطلقات رصاص على عدد من رجال الأمن واختبؤوا في تلك المنطقة.
وما تلاه من صدور بيانات مشتركة من الجمعيات السياسية والإسلامية تستنكر هذا التدخل وتفسر الزيارة على أنها دعم من الإدارة الأمريكية لكل ما تواجهه وستواجهه البحرين وشعبها من حملات إرهابية وتخريبية وللعلم البيان الذي كان يعكس مواقف الشعب البحريني اعتبر هذه السياسة غير مستغربة من الإدارة الأمريكية وقد سبق لأوباما أن وقف موقفاً مشيناً ضد شعب البحرين عندما طالب من منبر الأمم المتحدة حكومة البحرين بالتفاوض مع من يصفهم بالمعارضة متغافلا عن الشريحة الكبرى من ممثلي شعب البحرين من جمعيات سياسية وكان واضحاً أن هدف الزيارة الوحيد هو لقاء المدعو عيسى قاسم والدليل على ذلك إلغاء الممثل الخاص للرئيس الأمريكي موعده والذي حدد في تمام الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم للالتقاء مع ممثلين للجمعيات السياسية الوطنية بعد لقائه بعيسى قاسم، وبهذا يزداد موقف وزارة الخارجية الأمريكية والإدارة الأمريكية انكشافاً في دعمها للإرهاب في البحرين والاستراتيجية الأمريكية في تمزيق دول العالم العربي والإسلامي على أسس دينية وطائفية وعرقية. لقد قامت الجمعيات السياسية والأهلية في البحرين بتحميل المدعو كراجسكى السفير الأمريكي السابق في البحرين المسؤولية عن المواقف المضادة التي تتخذها الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية ضد الشعب البحريني ومملكة البحرين وقد خرجت خطب يوم الجمعة تنتقد وبشدة السياسة الأمريكية وأهمها خطبة رئيس تجمع الوحدة الوطنية عبداللطيف المحمود وقتها تحت عنوان أمريكا تحارب شعب البحرين وأهل السنة والجماعة !
نتمنى من السفير الأمريكي محاولة متابعة أبعاد الحملة الشعبية #أوقفوا_تدخلات_السفير_الأمريكي
التي انطلقت نوفمبر عام 2013 أي نفس العام واستمرت عدة شهور على مواقع التواصل الاجتماعي وشارك فيها المئات من الخليجيين والعرب وقد كانت الحملة تعتبر مؤشراً عن مواقف الرأي العام البحريني والعرب الذي يعكس حجم السخط والاستياء الكبيرين على مواقف السفير الأمريكي الذي كان يقوم بتزويد الإدارة الأمريكية بتقارير مسيئة ومغلوطة عن مملكة البحرين إلى جانب تدخلاته المستمرة في الشأن الداخلي للبحرين حتى وصلت الأمور إلى مطالبات بطرده وإغلاق السفارة الأمريكية وقطع العلاقات الأمريكية البحرينية أمام سقوط أبناء البحرين ما بين شهداء وجرحى منذ عام 2011 نتيجة الإرهاب الإيراني وبعدما تشكلت قناعة لدى الرأي العام أن أمريكا دولة الإرهاب الأولى في العالم والداعمة لهذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية!