إيران تحاول أن تقول للبحرين دائماً إن على بلادنا احترام حقوق الإنسان، وعدم التضييق على المعارضين!
هذه نصيحة «عاهرة تدعي الشرف»، لأنها تأتي أصلاً من دولة تعتبر ثاني دولة ترتيباً في العالم في ممارسة العنصرية والطائفية بعد الهند، طبعاً بعد الوضع في الاعتبار عدد السكان والفارق بين الدولتين.
إيران حينما تتكلم بهذا الكلام، فإنها أصلاً توجه حديثاً معنياً بعملائها وطوابيرها الخامسة و»خونة» الداخل الذين حاولوا اختطاف البحرين لصالح نظام الملالي الذي مازال مصراً على كون بلادنا جزءاً أصيلاً منه.
الكتابة عن جرائم النظام الإيراني وديكتاتورية مرشديه الخميني وخمنئي والعنصرية والطائفية الممارسة في الداخل الإيراني تحتاج لمجلدات كبيرة، تبدأ بالضرورة بمجلد ضخم يضم أسماء الضحايا الذين قتلوا بأبشع وسائل القتل، وبدون محاكمات، ومن تم تعذيبهم وتصفيتهم في السجون.
لذلك حينما تدعم إيران بشار الأسد اليوم في مجازره بحق السوريين، فإنما هي تدعم «عميلا» مخلصاً لها، شخصاً «يسجد» للخمنئي بدل ربه، تدعم نموذجاً مصغراً للديكتاتورية التي مارسها النظام الإيراني ضد معارضيه وضد مخالفيه في المذهب وفي الولاء للولي الفقيه.
الحقائق التي تنشر عن إيران كفيلة بحد ذاتها في «لكشف» حقيقة كل من يستميت للدفاع عن هذا النظام، بل تكشف حقيقة كل من يحاول إبعاد حقيقة تدخل إيران في البحرين، وكل من يريد تصوير ما حصل في البحرين بأنها «انتفاضة شعبية» في حين أنها كانت «مؤامرة انقلابية» خططت بعقول إيرانية ونفذت بأياد عميلة.
مجموعة من الباحثين السويديين قاموا بدراسة حديثة معنية بالدول العنصرية شملت 80 دولة. هذه الدراسة بنيت على أساليب تعامل هذه الأنظمة مع شعوبها، ومع مختلف الأعراق فيها.
إيران التي تدعو للديمقراطية في البحرين، جاءت بعد الهند في الترتيب، وتم الكشف عن أبشع عمليات التعامل العنصري التي يمارسها نظام ولاية الفقيه هناك.
النظام الإيراني يحارب العروبة باستماتة غير مسبوقة، بل هو أشد الأنظمة عداء للعرب، بصورة تفوق العداء الإسرائيلي للدول العربية.
هناك 10? من سكان إيران يعتبرون من العرب، ومع ذلك هم ممنوعون من النظام الذي يدعي الديمقراطية، من الحديث بالعربية، وتعتبر ذلك جريمة يعاقب عليها. هؤلاء الذين يمثلون عشر المجتمع الإيراني ممنوع عليهم ارتداء الزي العربي، بل كل أسماء المناطق والشوارع العربية غيرت إلى الفارسية، وفوقها صنعت مزارات لرموز المجوس وقاتل الخليفة عمر قاهر الفرس وكاسر حكم كسرى.
طبعاً العرب في إيران ممنوعون من تولي أية مناصب قيادية أو قضائية، بل لا حقوق مدنية لهم، ويتم التضييق عليهم في دراستهم سواء المدرسية أو الدراسات الجامعية والعليا.
وإضافة لاستهداف العرب الإيرانيين، فإن النظام الإيراني يعتبر من أكثر الأنظمة في عنصريتها وطائفيتها، ففي الوقت الذي ينصب فيه الولي الفقيه نفسه مرشداً أعلى على المسلمين، يفرض نفسه وصياً على الشيعة كل الشيعة في العالم، وذلك لا يعني أن الشيعة في مأمن من بطش النظام ودمويته وجبروته، إذ حتى الاختلاف مع النظام ومعارضته يعني القتل دون محاكمة والشنق بلا رحمة حتى وإن كان المعنيون شيعة.
وعليه، لكم أن تتخيلوا حجم العنصرية ومستوى الطائفية الموجه للسنة من أهل إيران، فالدولة هناك ليست مقتصرة على الشيعة، بل هي خليط من شيعة وسنة، وفي إيران 22 مليون سني، لكن رغم ذلك، فإن هذه الجمهورية تحولت بسبب أسلوب حكمها وبسبب وجود ولاية الفقيه لأكبر «مقبرة جماعية للسنة»، ولأكبر بقعة أرض يتم فيها اضطهاد السنة وسلب حقوقهم والتنكيل بهم.
إيران مارست في السنة أبشع الممارسات التي تمارسها حتى إسرائيل في العرب.
الإعدامات بحق السنة في إيران كانت بأرقام مخيفة منذ تولى الخميني الحكم بعد إسقاط الشاه، في مؤشر صريح على رغبة الولي الفقيه في تصفية السنة من إيران، وقصرها على الشيعة الموالين له، ومن لا يواليه من الشيعة فمصيره التصفية أيضاً. ومنذ 2011 وحتى اليوم بحسب الدراسة فإن إيران قامت بإعدام 400 سني.
طبعاً حقوقهم مسلوبة، إذ لا يسمح لأي سني بالتمثيل البرلماني في إيران، ولا يسمح للسنه بإقامة مساجد لهم بسهولة، كما أن طهران لا تضم مسجداً سنياً واحداً. كما أن الكتب السنية ممنوعة، وعلماء الدين السنة إما يتم قتلهم أو سجنهم.
بالتالي حينما تريد إيران ممارسة «الفلسفة» على البحرين وتدعو للعدالة والمساواة والديمقراطية، يكفينا أن ندرك بأن كل ما يوجد في البحرين من ممارسات ديمقراطية ومساواة في الحقوق ومحاربة للتمييز والطائفية وتنصيب في المناصب القيادية لأبناء البحرين من السنة والشيعة، وحرية الشعائر الدينية، كلها أمور ترد بصفعات متوالية على وجه هذا النظام المستبد، وعلى وليه الفقيه الذي يستحق أن يكون أول شخصية في سلم ترتيب الطائفيين والعنصريين وممارسي الديكتاتورية.