قبل كل عيد فطر أو أضحى في البحرين وفي كل عام، تطل علينا الإدارة العامة للمرور بديباجة حفظناها عن ظهر قلب تقول: «لقد أعددنا خطة متكاملة وشاملة من أجل ضبط حركة الشوارع في مملكة البحرين أيام العيد واحتواء الازدحامات الشديدة فيها».
ما إن اقترب مساء ليلة اليوم الثاني من أيام العيد، حتى رأينا منطقة المجمعات التجارية - منطقة السيف تحديداً- عبارة عن فوضى لا تطاق، فالازدحامات المرورية أدت إلى تكدس مئات العوائل من البحرينيين والخليجيين وغيرهم داخل سياراتهم بالساعات الطويلة ينتظرون فقط الدخول إلى مواقف المجمعات التجارية أو من أجل الخروج منها، فكل شيء في تلكم المنطقة أصبح شبه مشلول، فطوابير المركبات وصلت إلى الشارع العام من جهة مدينة حمد حتى منطقة السيف، أما من أراد الخروج من المجمع فعليه أن يصبر كصبر أيوب كي يخرج من موقف السيارات، وحين يستطيع الخروج من «البارك» فهذا بداية الحل من أجل الخروج الممل والمزعج من داخل»الباركات» العامة المخصصة داخل المجمعات التجارية.
لا يمكن وصف ما شاهدته من إرباك في تلكم الليلة، فلكم أن تتخيلوا أن دخولنا منطقة المجمعات وخروجنا منها استغرق أكثر من ساعتين، ما أدى إلى تعب الأطفال وهم محشورون في السيارة والبعض الآخر استسلم للنوم، في الوقت الذي لا تفارق مسامعي مقولة المرور المشهورة» لقد أكملنا استعدادنا للعيد»!
أحببنا هنا أن نطرح مجموعة من الأسئلة على الإدارة العامة للمرور من أجل أن نستوضح الأمر ونعرف ما يحدث في كل عيد. ما هو دور المرور في يوم العيد في المناطق المزدحمة؟ ولو تكرمتم بإيضاح طبيعة الخطة التي أعددتموها لعيد الفطر هذا العام وكذلك عيد الأضحى القادم؟ وكم هي عدد الدوريات ورجال المرور الذين أرسلتموهم لضبط حركة السير في منطقة السيف وغيرها؟ وما هي ملاحظاتكم حول ما جرى من ازدحامات مهولة ربما أفسدت فرحتنا بالعيد؟
لم أشاهد سوى دوريتين في تلكم الليلة، وكان وجودهما وعدمهما واحد، فالمركبات التي تدخل منطقة المجمعات أكبر من أن تسيطر عليها دورية أو حتى عشر دوريات، كما أن وجود رجل مرور واحد فقط عند إشارة مدخل مجمع السيف مثلاً لا يمكن له أن يسيطر على الضغط الهائل على الشوارع المؤدية لهذه المنطقة المزدحمة أصلاً، بل إنني رأيت الكثير من السواق يدخلون داخل المربعات الصفراء المعدة داخل منطقة الإشارات الضوئية فيعطلون كل الاتجاهات بينما رجل المرور الواقف هناك لا يملك حولاً ولا قوة لمنع كل تلكم التجاوزات.
آلاف السيارات البحرينية وعشرات الآلاف من السيارات الخليجية المشحونة بالعوائل من الرجال والنساء والأطفال تريد دخول منطقة المجمعات التجارية في كل عيد من أجل الاستمتاع بيوم العيد، لكنهم ينحشرون في سياراتهم بشكل مستفز، وهذه الظاهرة المؤسفة نراها في كل عيد، بينما تصريحات الإدارة العامة للمرور لا تنسجم أبداً مع ما نشاهده بأم أعيننا. والمخالف لتصريحات المرور هو أن لا دوريات ولا مراقبة للشوارع بشكل كافٍ، ولهذا يجب أن توضح الإدارة موقفها الصريح مما حدث ومما يحدث كل عام في أيام الأعياد التي يجب أن يعيشها الجميع دون منغصات، سواء في منطقة السيف أو الجفير أو العدلية وبقية الأماكن السياحية الأخرى، فإما أن يعترفوا بوجود خلل واضح في الترتيبات الخاصة بالعيد، أو أن يعالجوا المشكلة في الأعياد القادمة، وللحديث بقية بعد عيد الأضحى القادم بإذن الله.