الإرهاب لا جنس له ولا مذهب ولا طائفة، هو نفسه وإن تغيرت الفئة المستهدفة من ضحاياه، مواسم الإرهاب في مملكة البحرين باتت معروفة بل كل التحليلات الأمنية في الساحة كانت تشير إلى أن هذا العيد سيشهد بالطبع عمليات إرهابية متصاعدة لاسيما مع قرارات الدولة الجريئة والحازمة بإغلاق جمعية «الوفاق»، وإسقاط جنسية العميل الإيراني عيسى قاسم.
حتى سيناريو الإرهاب قبل أيام العيد بات معروفاً، التغرير بالأطفال والمراهقين لإشاعة الفوضى الأمنية والتصادم مع رجال الأمن، عله يسقط شهيد من رجال الأمن لفبركة الحقائق وادعاء مهاجمة رجال الأمن لهم، فإن لم يحدث ذلك وسقط أحد هؤلاء المغرر بهم كان ذلك مسمار جحا في ضرب الاقتصاد والسياحة خلال أيام العيد بالقيام بعمليات إرهابية وتفجيرات.
في عيد الفطر العام الماضي، في يوليو 2015، قتل الإرهابي قاسم محسن الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وهو يهم بوضع قنبلة محلية الصنع في منطقة العكر فانفجرت فيه، وكأن الله أراد إيصال رسالة لمن يقف وراءه أن «الجزاء من جنس العمل»، «لاحظوا أنه في العكر أي نفس المنطقة التي استشهدت فيها المعلمة فخرية مسلم رحمها الله»، وخلال أيام العشر الأواخر أيضاً، وكانت حادثة مقتله مسمار جحا للكثير من الأعمال الإرهابية خلال فترة العيد لضرب السياحة والاقتصاد. في عيد الأضحى، في أكتوبر 2014 كانت بدعة الإرهاب مختلفة، حيث جندوا العديد من المراهقين والأطفال والعصابات الإرهابية لرمي الإطارات المشتعلة والمولوتوف والقنابل على المارة من المدنيين ومهاجمة رجال الأمن كما قاموا باستهداف الصرافات الآلية للبنوك خاصة الدولية وحرقها، في سبيل التراجع عن فتح فروع إضافية في مملكة البحرين بعدما أعلن مجلس التنمية الاقتصادية خلال شهر مارس من نفس العام أن «هناك زيادة ملحوظة في نمو قطاع الخدمات المالية في البحرين خلال عام 2013».
أما في عيد الفطر، في يوليو 2014، فقد تم ارتكاب العديد من الأعمال الإجرامية الميدانية خلال شهر رمضان تحديداً خلال العشر الأواخر وفترة العيد، وكان الهدف إسقاط قتيل من جانبهم لكي تصدر البيانات المضللة للحقائق من دكاكين حقوق الإنسان وتكون هناك حملات إعلامية مسيئة ضد البحرين.
وفي بداية شهر رمضان، في يوليو 2013 استقبل البحرينيون الشهر الكريم بآهات وحسرات إثر تفجير إرهابي غادر بمنطقة سترة، راح ضحيته شهيد الواجب ياسر ذيب، أما في العشر الأواخر من نفس الشهر الكريم كانت الدراما الرمضانية لهم تفجير سيارة مفخخة قرب جامع مسجد الشيخ عيسى بن سلمان بالرفاع، وقد شابهم الكثير من التناقضات في التصريحات والتعامل مع هذه الجريمة بعد ردة الفعل العالمية تجاه حادثة التفجير، وحجم الاستنكارات والتنديدات حيث تناقضت تصريحات المدعو علي سلمان، فقد صرح لإحدى المحطات التلفزيونية الإيرانية الهوى «بالمناسبة ما علاقة هذه القناة المشبوهة بأمور العرب والبحرين؟ «بالتبرؤ من حادثة التفجير وإدانتها ثم عاد ليشكك في حقيقة عملية التفجير، بعد مطالبات بمحاكمته!
وهل يمكن أن ننسى المراهق حسام الحداد «16 سنة» الذي سقط عام 2012 في عيد الفطر، وقد كان قبل العيد بيومين قد اتجه لاستلام شهادة شكر من القائمين على المعسكر الصيفي للأكاديمية الملكية للشرطة التابعة لوزارة الداخلية البحرينية مع مكافأة مالية قدرها 100 دينار، فيما كانت العيدية من جانبه قبل مضي 24 ساعة على استلامه عيدية وزارة الداخلية، هي الخروج مع عدد من المتجمهرين في المحرق لرمي المارة ودورية الشرطة بالمولوتوف ومحاولة قتل أحد رجال الأمن وحرقهم!
الحداد توفي نتيجة محاولة رجال الأمن الدفاع عن الهجوم الذي تعرضوا له من هؤلاء المتجمهرين وهو بالمناسبة ضحية الإرهاب الإيراني الذي يغرر بالمراهقين والأطفال، وقد قامت الدنيا وقتها ولم تقعد على وفاته التي هي الإشارة المنتظرة لبدء مهرجانات الفوضى و«عيد الغضب»، وهو المسمى الذي أطلقوه على عملياتهم الإرهابية طيلة أيام العيد، وما صاحبها من تغطيات إعلامية مفبركة ومستمرة على القنوات الإيرانية إلى جانب تصدير البيانات المغلوطة لمنظمات حقوق الإنسان والطفل العالمية وقد كان الدعم يأتي من «الوفاق»، «كما العادة يعني». لذا فإن ما نقوله هو أن من يتابع في كل عام البدع الإرهابية التي يقومون بها في أيام العشر الأواخر من رمضان وعيدي الفطر والأضحى سيدرك أن الشهيدة فخرية مسلم قد قتلتها الأيادي الغادرة من قبل عملاء المخابرات الإيرانية بتفجير قنبلة محلية الصنع من أجل ضرب أكثر من عصفور بحجر، الأول ضرب الاقتصاد البحريني من خلال إدخال الرعب في قلوب الناس ومنعهم من التوجه إلى أجهزة الصراف الآلي كما فعلوا عام 2014، ما يعني تعطيل المعاملات المالية وشل الحراك المصرفي، والثاني ضرب السياحة خاصة الخليجية، والثالث إثارة شرارة الحرب الطائفية كما في العراق وسوريا بإسقاط معلمة مدنية شيعية، والرابع خلط الأوراق وتصعيد الأعمال الإرهابية «كما العادة»، خلال فترة العيد بدعوى التظاهرات الثورية كما نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي وفاءً لها -طيب تظاهرات ثورية لأجلها شدخل تخلطون موضوعها مع عنوان «وانتصاراً للمدعو عيسى قاسم؟»- والخامس توجيه أصابع اتهام قتلها إلى الدولة أو إلى تنظيم الدولة «داعش» لإدخال الخوف والرعب في قلوب الناس أكثر «عاد شدعوة «داعش» مو صوبكم ما كأنه معسكرات تدريبهم موجودة في إيران وعنبر أخو بلال!!». حتى التعاطي الإعلامي من جانبهم مع قضية الشهيدة فخرية مسلم لمن تابعه كان متناقضاً، في البداية، أنكروه وقالوا إنها ماتت في حادثة سيارة ثم عادوا ليتهموا الدولة وقالوا إنها قتلت بسبب رصاص غادر على أيدي الجهات الأمنية «إذا كان الرصاص يستخدم على المدنيين منطقياً لماذا لم يتم منذ أزمة البحرين الأمنية 2011 إلى يومنا هذا للدفاع عن شرعية البحرين وحماية رجال الأمن من إرهابكم؟»، ثم عادوا ليعترفوا بالعملية الإرهابية وقالوا هو فعلاً حدث تفجير ولكن ليس منهم ولا على أيدي عملاء المخابرات الإيرانية بل على أيدي تنظيم «داعش» لاستهداف الشيعة المدنيين!! «يقتلون القتيل ويمشون في جنازته!». إلى عملاء المخابرات الإيرانية التي تخطط ليل نهار لاستهداف السلم الأهلي في مملكة البحرين نقول لهم: «شعب البحرين حفظ العدة الإرهابية في كل عيد ويدرك أنها مجهزة وكل ما تنتظرونه فقط سقوط قتيل لإشاعة مهرجانات الإرهاب «العبوا غيرها»، فحتى أحد أبناء الشهيدة فخرية مسلم يشهد بما حدث لوالدته.
* إحساس عابر:
- ناشطو حقوق الإنسان وحقوق الطفل لماذا لم نرَ منكم استنكاراً وبيانات تدين العمل الإرهابي الإيراني وما تعرض له أبناء الشهيدة فخرية مسلم؟
- عيدية عملاء المخابرات الإيرانية في آخر يوم عمل للشهيدة فخرية مسلم رحمها الله كونها مدرسة قتلها وحرمان عائلتها منها.. حسبنا الله ونعم الوكيل!