الخارجية الأمريكية ضائعة بين محاولات إنجاح حلفها الإيراني الأمريكي من جهة، ونصائح دوائر أمريكية أخرى تريد الحفاظ على علاقتها وحليفها التقليدي مع البحرين والسعودية، وفي ظل هذا الضياع والتذبذب تدخل مشاعر سلبية خاصة لبعض المسؤولين في الخارجية ضد البحرين لطردهم منها، لتؤثر على تقييمها للمواقف، فتتخبط تارة بين الابتزاز والضغط بتحريك خمسة من الديمقراطيين ليكتبوا لها رسالة تطالبهم بالضغط على البحرين من جهة، وبين إدانتها للإرهاب الذي تحاول البحرين ضبطه والحد منه من جهة أخرى... فارسوا لكم على بر.
لا تستقيم إدانتكم للعنف مع تشجيعكم المستمر لجماعة تجهد في مخالفة القانون في كل حراكها، لا تستقيم إدانتكم للإرهاب مع من يحرض على الخروج على القانون ويجاهر بعدم الاعتراف به.
لا ندري عن التقارير التي ترفعونها للخارجية يا سعادة السفير، إنما لن تنجح محاولاتكم في إقناع وزارة الخارجية الأمريكية بعزل «الدراز» عن «العكر» والتفريق بينهما على ورقكم، فعلى أرض الواقع كلاهما جناحان لفكر مدمر واحد، أم تريد أن تقنعني بأنه لا تصلك بيانات التأييد من داخل السجن من عتاة الإرهابيين الشيرازيين من سكنة النويدرات والعكر لخصومهم الفقهيين وحلفائهم في الإرهاب في الدراز؟! تريد أن تقنعني أنك لم تر ولم تعرف حجم التحالف والتنسيق بينهما؟ أم تريد أن تقنعنا بأنك تصدق أن دعواهم سلمية؟ أم تريد أن تقنعنا بأن تأييدكم لـ«الحشد الشعبي» العراقي رغم جرائمه التي تقشعر لها الأبدان في العراق يأتي خارج نطاق وسياق تأييدكم لذات الجماعة في البحرين؟
إنك ترسل رسائل خاطئة لهذه الجماعة يا سعادة السفير، حين زرتهم قصدتها أم لم تقصدها بهذه الزيارة، الرسالة التي وصلت لهم ولنا كشعب بحريني يحث هذه الجماعة على الالتزام بالقانون، إننا معكم ونشجعكم على المزيد من مخالفة القانون والخروج عنه، فهل تبحث عن صالحهم أم صالحكم؟
إنكم ضيعتموهم وضللتموهم وشجعتموهم بما فيه الكفاية على عدم الانخراط في بناء الدولة فاتركوهم علهم يراجعون أنفسهم ويعودون إلى رشدهم.
حتى نصائحكم لهم بالدخول في الانتخابات والعمل تحت غطاء الشرعية غير حقيقية بدليل أنكم لم تنزعوا مظلتكم عنهم حين لم يسمعوا نصيحتكم، كما فعل البريطانيون. وبالتأكيد إنك تعرف أن قرارهم لم يكن بأيديهم بل في يد فقيههم الذي قراره هو الآخر ليس بيده، لذلك منعهم من الحوار مع ولي العهد، وأمرهم بالانسحاب من المجلس ومنعهم من دخول الانتخابات، وفقيههم أو حتى من زرتهم يعملون بأجندة واحدة تتفق مع أجندة وكيل قائد القوات الإيرانية المسلحة حتى وإن كانوا «فضليين»، أي وكلاء لفضل الله، إلا أنهم في النهاية يضمهم مجلس غير قانوني يرأسه المدعو عيسى قاسم، أضر الشيعة بأسرهم لا بجماعتهم فقط، حتى من لا يتبع مرجعيتهم أساؤوا إليهم، لقد وضعوهم في سلة واحدة كلما أرادت الدولة التفريق بينهم، فقمت أنت بإحكام الغلق على هذه السلة أكثر.
كل تلك المرجعيات التي تؤيدونهم لا يعترفون لا بدستور ولا بقانون، كل محاولاتكم لإقناعهم بالعودة إلى آلشرعية باءت بالفشل فلم التشجيع الآن ومتزامناً مع تأييد «الحشد الشعبي»؟!! وعلى «طاري» الحشد الشعبي، أليس هو الذي كان ممنوعاً من الدخول للمناطق السنية بأمركم؟ كيف أصبح الآن صديقاً ومعيناً وتؤيدون دخوله وتدافعون عن جرائمه بأنها جرائم استثنائية على حد قول وزير خارجيتك؟ كل يوم لكم رأي، لحستم ألف خطر أحمر وضعتموه، إنكم غير أهل للثقة بهذه السياسة التي تتغير على مدار الساعة ألف مرة ويؤسفنا هذا القول.
بدأنا نصدق وجهة النظر التي يرددها البعض أنكم تتعمدون جرهم إلى خارج السرب، أي أنكم تفعلون معهم مثلما فعلتم مع نصائحكم لصدام غررتموه حتى رميتموه في التهلكة! فأنت واثق كل الثقة وأنت تخطو لمنزلهم بأنهم سيستغلون الصورة لأجندتهم، وهذا ما تعمدت القيام به، سعادة السفير إنك تضرهم لا تنفعهم.
الأهم لا يستقيم حراككم مع محاولة الدولة لمَّ شمل الأسرة الواحدة ولمّ الشيعة مع السنة تحت ظل الدولة والقانون والدستور كما هو حال مواطنيكم، إنك لا تساعدوننا في توظيف هذه الأجواء الروحانية الرمضانية بجمع البحرينيين ولمّ شملهم ومعالجة آثار الدمار الشامل الذي تسببت به هذه الجماعة والتي تحاول عزل الشيعة عن شركائها في الدولة وعن محيطهم الخليجي.
رسالة أخيرة سعادة السفير من الآخر.. خذها مني كلمة وبلغها لمالونيسكي وليبلغها إلى كيري ومنها إلى أوباما مشروع التحالف الإيراني الأمريكي لن يجد له موطئ قدم في البحرين.