جميل جداً أن ترى خبراً يتعلق بالبحرين ينتشر ويأخذ مساحة كبيرة، ويحظى باهتمام القنوات ووكالات الأنباء العالمية.. ولكن!!
إذا كان الخبر خبراً إيجابياً فهذا شيء رائع، ولكن إذا كان الخبر خبراً مشيناً ومسيئاً، فهذه هي قمة الإحراج و»الفشيلة».
خبر مثل خبر «صراع البويات في إحدى حفلات تخرج مدرسة حكومية في البحرين» حظي باهتمام واسع لدرجة أن إحدى القنوات الروسية نقلت فيديو «الهوشة»!!
إن ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول «عراك بعض «البويات» مقزز ومقرف للغاية، وله أبعاد تربوية واجتماعية خطيرة جداً، وهنا يجب أن أشيد بقرار لجنة التحقيق التي أفضت إلى تحويل المتسببات في العراك إلى النيابة العامة.
فما أن شاهدت فيديو العراك حتى أصبت بالغثيان وشعرت بالخوف على المجتمع البحريني، غثيان من شكل هؤلاء «البويات» فشكلهن - واعتذر هنا لنون النسوة - لأنني لا أعلم صراحة هل أناديهن بصيغة المؤنث أم المذكر؟! فأشكالهن ولبسهن وأسلوبهن ذكوري جداً، أما أسماؤهن وواقعهن فيجبرني أن أتعامل معهن بصيغة المؤنث!! ولهذا سأستخدم صيغة الغائب لكي لا أرتكب أخطاء لغوية فادحة نتيجة اللبس بين كونهن «مؤنثاً» أم «مذكراً»؟
أولاً: كيف دخل هؤلاء حفل التخرج بشورت رجالي وبلبس مريب وبقصات شعر ذكورية؟!
ألا توجد معايير واشتراطات لدخول حفل التخرج مثلاً؟! من الغريب جداً أن المراجع لأي وزارة في البحرين يحرم من دخول المبنى إذا كان يلبس «شورتاً»!! أليس من الأولى أن يمنع هؤلاء من دخول حفل التخريج بشورت؟!
ثانياً: هل تم توفير الأمن اللازم وخطة للأزمات لمثل هذه الحفلات!!
ثالثاً: وهو الأهم هل المتسببات في العراك «طالبات» في ذات المدرسة؟! أم أنهن مدعوات للحضور؟! فإذا لم يكنّ طالبات فالمشكلة خطيرة، وإذا كن طالبات فالمشكلة أكبر وأعمق!
حدثتني صديقتي ذات يوم بأن ابنتها منزعجة من وجود «بوية» معها في الفصل! وأسمع يومياً قصصاً يشيب لها الرأس عن موضوع «البويات» في المدارس، وأرى بأم عيني مشاهد لا تسرني من حالات تشبه بالرجال في المجتمع البحريني!! وقد أثار الكثير من كتاب الرأي موضوع «المتشبهات بالرجال» في المدارس بشكل خاص وفي المجتمع البحريني بشكل عام!! فهل موضوع «البويات» أصبح ظاهرة!! أم أنه لا يتعدى كونه تصرفاً شخصياً من «قلة» من البنات اللاتي لم يحصلن على التوجيه المناسب من أولياء أمورهن أو الإدارة المدرسية؟.
لا أريد أن أوجه أصابع الاتهام إلى وزارة التربية التعليم - مع أنها جزء أصيل من المشكلة - فهي المسؤولة عن « التربية « بجانب التعليم.
ولكن الدور الأول والأهم يقع على عاتق الأسرة، فأين دور الأم وهي تشاهد ابنتها تتشبه بالرجال؟! أين هو دور الأب وهو يرى ابنته تقص شعرها وتحلق شاربها بالموس لكي يصبح شاربها كثيفاً مثله؟! أين هو دور العائلة وهي تشاهد ابنتها تلبس ملابس الرجال وتغلظ صوتها مثلهم!!
إن الموضوع يحتاج إلى علاج جاد واهتمام مجتمعي بهذه الفئة التي لربما لم تجد توجيهاً مناسباً من الأسرة أو من الإدارة المدرسية.
أكرر إعجابي بقرار اللجنة تحويل هؤلاء «المتسببات» في العراك إلى النيابة العامة ليقول القضاء البحريني كلمته الفصل في هذا الموضوع، ناهيك عن أنني أتمنى عرض هؤلاء «البويات» على مرشد نفسي من أجل إعادة تأهليهن فلعلهن يعدن لرشدهن.