مدرسة تفتح لنا أبوابها الإيمانية.. هل سنلتحق بها لنتزود منها؟ وهل سنتخرج منها فائزين أم مخفقين؟!
إنه شهر رمضان، جامعة التقوى والقرآن، وموسم الرحمة والغفران، والعتق من النيران.
يومَ إقبالك يا رمضان تمتليء فيه نفوسنا غبطةً وأمَلاً، نستبشر بعودةِ فضائِك الطاهر الذي تسبَحُ فيه أرواحنا بعد جفافها وركودِها، نفرح بساعةِ صلحٍ مع الطاعاتِ بعدَ طول إعراضنا! أعاننا الله على برِّك يا رمضان، فكم تاقت لك الأرواحُ.
ومن منَ المسلمين لايعرِف فضلَ هذا الشهرِ وقدْرَهُ، فهو سيد الشهور وخيرُها، «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ»، من صامه وقامه غفر له ماتقدَّم من ذنبه، فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهر، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رضمان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري ومسلم.
فبالجد في العبادة فاز من فاز، وأما من دام كسله فقد خاب أمله، وتحقق فشله، تقول عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره» أخرجه مسلم.
رمضان.. شهر القبول والعتق والجود، شهر الترقي والصعود، فيا خسارة أهل الغفلة والرقود، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة» أخرجه البخاري.
فهذه نسمات الرحمة تهب، وهذا باب الخير مفتوح لمن يحب: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر».
فيا أيها الأحبة..
استقبلوا رمضان بالاستغفار، فخير ما تستقبل به مواسم الطاعات كثرة الاستغفار، لأن ذنوب العبد تحرمه التوفيق.
فأعدَّ العدة وخطط لموسمك هذا، لتكون بعد رمضان أفضل مما كنت عليه قبله:
اختر خمسة أعمال فقط تريد أن تتحسن فيها وركز عليها مثل: الخشوع في الصلاة، الإخلاص في الطاعات، التوكل على الله، إتقان العمل، حسن الخلق، وسعة الصدر، الاستقامة وترك المعاصي، وغيرها وغيرها..
لو كتبت بعض هذه ودوّنتها كأهداف تركز عليها في رمضان فمن المؤكد أن هذا سيكون أقرب إلى تحقيقها.. وارفع من طموحاتك في رمضان فأنت الرابح في كل حال، وتذكر قول الله تعالى: «وما تفعلوا من خير يعلمْهُ الله، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى».
أدعو الله أن يتوب علينا وعلى المسلمين، وأن يمن علينا بالقبول، ويبارك لنا فيه وأن يحسن عملنا فيه.