المعلومة متوفرة والمتابعة معيبة، هذا هو ملخص حال صانع القرار الخليجي في تعامله مع ملف العلاقات الخليجية الهندية في الجانب العسكري. فقد زم البعض شفتيه تبرماً من استضافة إيران للمدمرتين الهنديتين «غانغا إف 22» و«تريكند إف 51»، لإجراء تمرين بحري مشترك، دون أن يعي أننا من أدخل البوارج الحربية للخليج لخلق توازن مع طهران.
إن ثقافة الصيانة غائبة في هذا الجزء من العالم، ليس لمبانينا التي فيها من المواد ما يكفي لبناء خمس مثيلات لها ومع ذلك لا تعمر، بل غياب صيانة العلاقات الدولية، والاكتفاء بالحد الأدنى من التواصل مع قوى فاعله كالهند التي زيادة في التوثيق أذكر القارئ أنها من أكبر 10 اقتصادات في العالم، و ثاني أكبر دولة بعدد السكان، وثالث أكبر مستورد للنفط، ورابع أكبر مستورد للغاز، علاوة على قدراتها العسكرية والنووية، بل ورغم أن بين الهند والإمارات وقطر وعمان اتفاقيات للتعاون الدفاعي للتصدي للقرصنة وتأمين إمدادات الطاقة وضمان سلامة خطوط الاتصالات البحرية، وتأمين مصالحها في بحر العرب، إلا أن ثقافة صيانة العلاقات الدولية الخليجية مع بلد بقرب الهند لا تزال غائبة. فقد اقتصرت العلاقات الهندية الخليجية في جانبها العسكري على «المجاملات العسكرية» بدل الشراكات الاستراتيجية، فاصبحت محصورة في الزيارات المتبادلة للسفن وزيارات ضباط الارتباط والملحقين العسكريين، بالإضافة الى التدريبات البحرية المشتركة في اطار قوة الواجب المشتركة CTF» 150»، رغم ان التعاون الخليجي الهندي في المجال العسكري من المقاربات الحصيفة، فالنظام في الهند لا يحمل ميول عدائيه تجاه الخليج جراء وجود 150 مليون مسلم هناك وملايين اليد العاملة الهندية هنا. كما أن الهند معادل استراتيجي للصين وروسيا اللتان ترتبطان مع طهران بروابط قوية، بل أن موازنة الصين بالتقرب من الخليج هي حاجة هندية بالدرجة الأولى جراء العلاقات القوية بين الصين وباكستان والعلاقات العسكرية مع سريلانكا في خاصرة الهند مباشرة.
* بالعجمي الفصيح:
حتى وقت قريب كان الخليج امتداداً جغرافياً للهند في ملبسه ومأكله وكثير من مفرداته اللغوية. والتعاون العسكري الخليجي الهندي صيغة من صيغ جديدة لأمن الخليج، فالهند تدفعها مصالحها للانخراط في قضايا الأمن الإقليمي، والخليجيون قد كلت أيديهم وهم يطرقون أبواب الغرب والصين وروسيا، دون أن يتحقق الأمن المنشود.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج