الحديث عن «المايسترو» الكابتن الراحل نجم المحرق والمنتخب الوطني لكرة القدم الشيخ خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة لا يمكنه أن يقف عند محطة واحدة فالعزيز الراحل منحه الله العزيز الكريم الكثير من المواهب التي لا يمكن أن تجتمع في لاعب بحريني أو رياضي آخر مثله.
يوم كان مهاجماً بين صفوف فريق نادي المحرق في عصره الذهبي كل من هو موجود في الملعب ويشاهده بالعين المجردة والقلب والمشاعر يراه صورة رائعة لطول فارع ورشاقة ما بعدها رشاقة يجيد اللعب بالقدمين ويستخدم الرأس والصدر ويمرر ويحرز الأهداف بل يصنعها ومن خلفه النجم المعروف عيسى أبو نفور وعلى جانبه الهداف الأسطوري أحمد بن سالمين، والفقيد وبن سالمين شكلا أخطر مهاجمين في منطقة الخليج العربي عامة والدوري البحريني خاصة.
إن النظر إلى جسم خليفة بن سلمان كمهاجم يذكرنا بالنظر إلى خيرة أصحاب الرشاقة في ملاعب الكرة العالمية والعربية لأنه امتلك الموهبة الفذة والإحساس الفني العميق باللمسات الكروية وعلى هذا الأساس تعرض إلى الكثير من الإصابات ونتذكر إصابته الخطيرة مع حارس نادي النهضة يوسف المالكي ونقل المأسوف عليه إلى المستشفى لكنه واصل العطاء إلى إن قرر التوقف والاتجاه إلى العمل الإداري في ناديه الذي يعشقه ونزف من أجله العرق والدم حتى آخر لحظات حياته لأنه أبرم عقد الحب مع نادي المحرق من البداية حتى النهاية.
ويوم عمل في المجال الإداري ساهم في تطوير النشاط الرياضي وأسس كما يقول خبراء الصحافة فريق البطولات المحلية والخليجية في الكرة الطائرة الذي صار فيما بعد البطل المحلي والخليجي وله الفضل التاريخي دون سواه بالتعاون مع بقية الأعضاء وتلك حقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
إن «المايسترو» جزء لا يتجزأ من واقعنا الرياضي عامة والكروي خاصة فهو المتمتع بالشخصية القوية صاحبة التأثير في كل من حوله ليس لكونه اسماً خاصاً بل لأن قراراته التي يتخذها تصيب كبد الحقيقة ولهذا نجح خلال فترته كلاعب أن يتخذ القرار الفني في التمرير الذكي وفي فترته كإداري أن ينجز لناديه العديد من البطولات والألقاب التي لم تتحقق لغيره.
هذا الرجل يقدم للأجيال القادمة الصورة الناصعة لطريقين صعبين أن تلعب وتفوز بالبطولات وأن تكون إدارياً وتجني البطولات وهما ما زرعهما الفقيد إبان حياته وعلينا أن نستفيد منه لأن من يذهب لا يمكن تعويضه ورحم الله المايسترو رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ونحن في انتظار من يعوضه وسوف يطول الانتظار لأنه من الصعب أن نعوض فطحل الكرة البحرينية.