* الأخبار الجميلة كثيرة في البحرين
- أين هي؟ تحتاج لمجهر حتى نراها
* بالعكس موجودة أمامنا ومنشورة في الصحافة وبالبنط العريض
- تتحدثين عن البحرين؟ البحرين التي نعيش فيها؟
* نعم البحرين التي نعيش فيها، المشكلة ليست في أعيننا التي لا ترى، نحن نرى لكننا لا نملك «خانة الجمال» في عقليتنا في ذهننا في تركيبة مخنا في آلية التحليل المنطقي لذلك هي عضلة ضامرة لا تعمل فلا تخزن ولا تستوعب.
- الجمال يفرض نفسه فإذا كان هناك خبر جميل سيفرض نفسه ونراه، إنما أين هو؟
* من قال إن الخانة التي نفتقدها في أبصارنا تفرض نفسها، حتى البصر يصاب بعمى الألوان، فهل من محي الأحمر من خليته يراه؟ وكذلك خانات التصنيف إن محوت إحداها من عقلك ولم تمرنها حتى تقوى ستختفي من عقلك تدريجياً، وللجمال والقبح خانات في العقل كل منها يلتقط ما يخصه، فإن لم تدرب وتنشط خانة الجمال فستضعف وتضمر مع الوقت فلا تعود ترى جمالاً.
* بالأمس قرأت أكثر من خبر جميل عن البحرين، هل قرأتهم؟
- قرأت أربع صحف بحرينية لم أجد إلا ما يسد النفس ويكثر الهم والغم
* خبر تبرع ديار المحرق بقطعة أرض لبناء مقر «إنجاز البحرين» ألا يفرح؟ مازالت الدنيا بخير «إنجاز» جماعة تشتغل لخير البحرين، وديار المحرق قطاع خاص تبرع بقطعة أرض لمجموعة تطوعية أليس هذا خبر مفرح.
- ليس هناك تبرع «ببلاش» لابد أن تكون هناك مصلحة ما في مكان ما.
* ما علينا من النوايا وحتى لو كان ما تقول صحيح وإن يكن ... المهم هناك ناس ستستفيد من هذا هذا التبرع ومن هذه الجماعة وهذا خبر مفرح. وخبر آخر مفرح رواتب الموظفات في العام أعلى من رواتب الموظفين بـ 8% خبر مفرح أليس كذلك؟
- هذا تمييز ضد الرجل
*«اشدخل؟» هذا حساب متوسط الرواتب وليس مقارنة لراتب رجل مقابل امرأة، انظر للخبر من ناحية تأثيره على سمعة البحرين الدولية خاصة في المجالات الحقوقية، دلني على الدول التي بها هذه المحصلة النهائية؟
دعك من هذا الخبر هل قرأت أن مستشفى الملك حمد يدشن اليوم فعاليات يوم البحث العلمي؟ أليس هذا الخبر مفرحاً؟ لطالما نادينا بالاهتمام بالبحوث العلمية خاصة الطبية منها.
- تدشين يعني احتفال يعني شكليات لزوم «الفشار» فقط
* اقرأ الخبر سيستعرضون أهم البحوث التطبيقية ... التطبيقية أي تلك التي أجريت على مرضى في مستشفياتنا وهذا ما ننادي فيه ونحتاجه أبحاث تطبيقية ميدانية، ما علينا، أنقلك لمجال آخر فوز بحريني بجائزة الصحافة العربية في مجال المقال السياسي هو الدكتور عبدالله المدني، وهو أول بحريني يفوز بهذه الجائزة منذ تأسيسها قبل 15 سنة وفاز على منافسة 100 شخصية عربية وبحضور 3 آلاف وبرعاية من محمد بن راشد أليس هذا الخبر مفرحاً يشرف البحرين؟
- هو فاز أنا أفرح؟ ما المفرح، هو يأخذ جائزة أنا أحتفل؟ ثم أن هناك من هم أفضل منه هذه مسابقات تكثر فيها المجاملات.
* طيب ما رأيك بخبر عائلة كانو تحتفي بالصحافة، خبر جميل أيضاً نشرته الصحافة بالأمس أليس مفرحاً أن تهتم عائلة تجارية معروفة كعائلة كانو بالإعلام وبالصحافة، لم ننتظر من الدولة أن تقوم بهذا الاحتفاء، إنها لفتة جميلة تدلك على وعي أهل البحرين ورقيهم.
- ابحثي عن الفائدة والمصلحة الشخصية ستجدينها اسمحي لي ليس هناك ...
* لا تكمل .. أرجوك لا تكمل فطاقتك السلبية قوتها ألف وات، أنها تشع إشعاعات خطيرة، لقد عميت بصيرتك عن الجمال، وهذا مرض معدي ينتشر بسرعة وفيروساته قوية لا ينفع معها أي مضاد حيوي، يجب أن تكتب على صدرك لافتة ممنوع الاقتراب، ويؤسفني القول إنك أصبحت تمثل «تيبكل» بحريني، أي بحريني تقليدي، هكذا أصبحنا نفكر مع الأسف في البحرين، لا توجد خانة للجمال خانة للفرح لذلك أعيننا لا تلتقط ولا تقف ولا ترى هذه الأخبار، نمر عليها دون أن نقيمها أو «نتفاكر» فيها، فلا نفرح نسينا الفرح.
إنما أنظر بالمقابل كيف نركز ونتمعن ونطيل التفكير ونتبادل الأخبار التي تحمل السوء والفشل والإحباط، ما يستفز حقيقة هو أننا نتساءل بعد هذا النمط من التفكير السائد بيننا لم لا ينجح بحريني على مستوى عربي أو عالمي في المسابقات مثلاً؟ لا ينجح لأننا ندوس عليه، لا ينجح لأن المقربين منه لا يرون نجاحاته، لا نحتفي بها، لا نفرح لفرح الآخرين أو لنجاحات الآخرين، نعيد السبب في نجاحهم لأي شيئ عدا قدراتهم وإمكانياتهم، فإن فشلنا فلا يحق لغيرنا أن ينجح، أعوذ بالله من لا يرى الجمال حوله إنسان بخيل حتى في رؤيته حتى في بصره.
رؤية الجمال نعمة من رب العالمين لكنها تحتاج لتدريب، لتقوية الخانة البصرية للجمال، لتهذيبها لتنشيطها، لتفعيل راداراتها، لتشغيل آلة الحب، أن تحب الناس وتحب الآخر وتحب وطنك، وتحب جيرانك وأصدقاءك، وأهلك، إنها تربية وتدريب وتعليم وتثقيف، هناك شعوب تحتفي بنجاحات أبنائها وشعوب تدوس على من نجح منها .. أهلاً بك في البحرين!!