يقال إن السلطة لا يجب أن تمارس في الثرثرة، بل في الصمت، أو بأقل قدر ممكن من الكلمات، وهذا ما يجب أن تفعله الكويت بعد أن سلمت الخارجية الإيرانية في 9 مايو 2016 القائم بالأعمال الكويتي مذكرة احتجاج «شديدة اللهجة» لانعقاد اجتماع من «يعادون السياسات الإيرانية في إقليم الأحواز». وفي الحوار الأسبوعي لـ «مجموعة مراقبة الخليج»، تم تداول الحدث من ثلاث محاور ضمت: تبعات ما جرى، ومشكلة الأحوازيين أنفسهم، وآليات الخروج من هذا الموقف.
تجاوز حكومة الكويت للقضية مطلوب - كما قال أحد المراقبين وكان مدعواً للاجتماع - فقد تمت بتحرك شعبي دون تدخل أو إذن من الحكومة. كما أن موقف إيران الحاد لم يقابل بنفس مستوى الحدة تجاه مخازن أسلحة العبدلي. بل ذهب البعض إلى ضرورة تكرار هذه الفعالية شعبيا لتخرج الكويت من حسابات ايران. وتوقع مراقب ان تعلو أصوات كويتية ترفض وتطالب بمحاسبة القائمين على الاجتماع. فيما توصل مراقب الى ان الاحوازيين يستحقون ان نسمع منهم. لكن البعض لم يخفي حيرته ان كانت قضية عربستان هي كما يصورها الاعلام؟! أم أنها مضخمة لخدمة أهداف سياسية آنية؟! وما الذي يحرك الأحوازيين؟ شعورهم بالعروبة؟ أم شعورهم بالاضطهاد والتمييز؟
كما علق مراقب قائلاً إن الأحوازيين يجيدون استراتيجيات البقاء أكثر مما يتقدمون الصفوف، أو يقدمون الشهداء. فالأحوازية لا تتقدم كالحركات البلوشية والكردية، ربما لكون سكان الاحواز لايتجاوزون المليونين. بل إن احد المراقبين وله إطلاع بشؤون المعارضة الأحوازية قال ان الأحوازيين منقسمون، ومن السهل اختراقهم، ولعل ما حصل أخيراً لجماعة النضال العربي خير دليل، فحينما شم بعضهم رائحة الدعم استقلوا، وكونوا حركة جديدة بنفس الإسم. أما المقلق فهو البعد الطائفي، فكيف تستقطب قوماً لم تتجاوز معهم الخلاف الطائفي، فلو كان مجتمعهم علمانياً، ولو سادت اللغة القومية بين الطرفين لكانت خير محرك.
وقد تبدو الفزعة الشعبية الكويتية للأحوازيين جزءاً من الأسطورة التعويضية التي لفقناها لقضية فلسطين، والجزر الإماراتية، وكل جزء مسلوب بلا جدوى. وربما تكون فزعة حقيقية لعرب هم امتداد لنا ويفوق تعدادهم سكان بعض دول الخليج نفسها.
* بالعجمي الفصيح:
رغم أن القضية كشفت حساسية طهران، وقدرتنا على صنع أكثر من حوثي في إيران، من منطلق المعاملة بالمثل، إلا أن علة الأحواز هي في الأحوازيين أنفسهم، وفي العواصم الخليجية مجتمعة لعدم صلابة جبهة الأحوازيين وتأخرنا في استخدام هذه الورقة!
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج