جاءت تصريحات البروفيسور محمود بسيوني بشأن التزام حكومة البحرين بتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، لتدحض كل ما ذهبت إليه ما تسمى بـ»المعارضة» من ادعاءات نشطت طوال الفترة الماضية في تسويقها -محلياً وخارجياً- بشأن تدهور حقوق الإنسان في البحرين والعزف على هذا الوتر الذي يجيدون العزف عليه.
ولكن تصريحات بسيوني التي أدلى بها مؤخراً خلال زيارته للبلاد نسفت كل تلك «الجهود الحثيثة» من الادعاءات والتدليس والكذب والافتراء على البحرين بمعاونة إعلام مضاد سواء كان داخلياً أو خارجياً، لقد وقع هؤلاء في حيرة وارتباك حقاً، بل وإن تصريحات من يسمون أنفسهم بـ»المعارضة» جاءت مهلهلة ضعيفة وغير مقنعة، فبسيوني قال تصريحاً قوياً وهو أن «حكومة البحرين التزمت -أكرر التزمت- بتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق».
إن تصريحات بسيوني لم يحسب لها المسيئون للبحرين حساباً، وهم من كانوا يتراقصون حول توصيات لجنة تقصي الحقائق في المحافل الدولية، ويدّعون أن البحرين لم تلتزم بتنفيذ توصيات اللجنة أو «توصيات بسيوني» كما سميت، ولكن الآن وبعد تصريحات بسيوني، فماذا بقي لديهم ليقولوه للغرب؟ وكيف سيكون موقفهم أمام بعض المنظمات الحقوقية التي طالما كانت «الحضن الدافئ» بالنسبة لهم؟ مع العلم أن تلك المنظمات لديها هدف هو الإساءة إلى الدول العربية ومنها البحرين، عبر «معبر» الحقوق والحريات، وتلك المنظمات وجدت في هؤلاء المسيئين وسيلة للوصول إلى غايتهم تلك، مع إدراك المسيئين ووعيهم بذلك.
وبما أن بسيوني فاجأ هؤلاء المسيئين للوطن بتصريحاته المنصفة للبحرين، فكان لزاماً على المسيئين تغيير خططهم، فهم لم يحسبوا حساب ما قاله، فعمل الإعلام المحلي المضاد مع الإعلام الخارجي لتحقيق هذا الهدف الجديد، وهو تعريف بسيوني بالتوصيات التي لم تنفذ! ماذا؟! كيف ذلك؟! هل هذه خطة سليمة ومقنعة؟! أليس لهؤلاء المسيئين للبحرين مستشارون على المستويين المحلي والخارجي ليشيروا عليهم برأي سديد؟! السؤال هنا، هل بسيوني بحاجة لتذكيره بتوصيات وضعتها لجنة دولية كان هو رئيسها؟ ثم لو كانت هناك توصيات لم تنفذ هل سيخاطر بسيوني بسمعته الدولية وما حققه من مكاسب طوال تاريخه لينطق بتصريح قد يحسب ضده؟! هل سيعمل ذلك حقاً؟! ماذا دهاكم أيها المسيئون؟! ألم تجدوا حجة أقوى؟! هل بسيوني في حاجة لأن تخبروه أنتم ماذا يقول؟! وعماذا يتحدث؟! وكيف يتحدث ويصرح؟!
طبعاً الإعلام المحلي المضاد لم يتصرف مثلما يتصرف الإعلام الخارجي المضاد والتابع لإيران، وعلى فكرة، أود أن أشير هنا إلى أن من ضمن تصريحات بسيوني تأكيده الاطلاع على تقارير أمنية تشير إلى وجود تدخل لأطراف أجنبية إقليمية في البحرين، وعودة إلى الإعلام المضاد الخارجي فكانت مساحة الحرية أكبر من حيث عدم تقبلهم لتصريحات بسيوني الأخيرة التي كانت لصالح البحرين، فاتهموا وبالغوا في الادعاء، وطبعاً استمروا في الكذب والتدليس على البحرين، وهم يعلمون جيداً أن بسيوني لن يتراجع عن تصريحه، فهو لم ينطق إلا بالحق الذي لم يعجب المسيئين للوطن، وإنه قول الحق الذي فيه يمترون، لذلك لست مستغرباً من ادعاءات الإعلام المضاد الخارجي طالما لديهم هدف هو محاولات النيل من البحرين وقيادتها وشعبها، لذلك لن يتقبلوا أي كلمة حق تنصف البحرين سواء كانت من بسيوني أو غيره، طالما ديدنهم هو توجيه أبواقهم ضد البحرين.
ما قاله بسيوني هو الإنصاف للبحرين ولحكومتها، سواء قبل به المسيئون للوطن أو لم يقبلوا، رضوا به أم لم يرضوا، فهذا لا يعنينا ولا يهمنا كشعب استطاع بفضل الله ثم بفضل قيادته الحكيمة وتكاتف الشعب، الخروج من أزمة كان لا يعلم عاقبتها إلا الله تعالى، وأود أن أختم باقتباس من التصريح الأخير للبروفيسور بسيوني، وهو قوله: «إن البحرين قد خرجت من مرحلة صعبة، وإن الحكومة تعاملت مع تلك الأحداث من خلال منظومة متكاملة من الإصلاحات والإجراءات الفاعلة التي أدت إلى تجاوز أحداث عام 2011 في ظل أوضاع ومتغيرات جديدة شهدتها المنطقة، وإن البحرين ماضية قدماً في عملية الإصلاح بما يدعو للقول بأن أهداف توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق قد تحققت، وإن الضمانة الأساسية لكفالة ذلك والحفاظ على ما تحقق والبناء عليه هو استمرار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك»، «انتهى الاقتباس».