مرة أخرى تثبت مملكة البحرين وفاءها بتعهداتها الدولية، واحترامها لالتزاماتها وتقديرها لشعبها بحكمة قائدها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد حفظه الله ورعاه.
فالعهد السامي الذي قُطع أمام مرأى ومسمع العالم بتنفيذ المملكة لتوصيات تقرير لجنة البروفيسور بسيوني نفذ اليوم كاملاً بشهادة رئيس اللجنة، وشهادة الأجهزة المستقلة والحكومية، وهو ما يعني طَي صفحة قاتمة من تاريخنا الوطني، وهو تجاوز لأحداث 2011 المؤلمة.
البحرين لم تكتف بتنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، بل تجاوزت ذلك بمراحل عندما أخذت على عاتقها تنفيذ جملة من المبادرات الوطنية، بدءاً بحوارها التاريخي ومخرجاته المهمة، وإنشائها أجهزة حقوقية خاصة، وتوليها مسؤولية تطوير تشريعاتها الوطنية بما يتناسب مع التزاماتها الحقوقية، وهو ما أكسبها احتراماً وثقة دولية نفتخر بها.
من اتخذ توصيات اللجنة المستقلة ذريعة لتمرير أجندته السياسية داخلياً وخارجياً فقد عوّل على رهان خاسر، وتأكد من خسارته وفشله اليوم بكل وضوح. حتى تسويق فكرة غياب التدخل الخارجي في تلك الأحداث المؤلمة انتهت بعد أن اطلع الخبير الدولي على المزيد من التقارير المؤكدة، وبعد أن شاهد العالم معاناتنا من موجة الإرهاب المقيت المدعومة من الجوار.
البحرين تفتخر اليوم بسابقتها التاريخية، ولا يسعنا إلا أن نفخر بحكمة قائدنا حمد بن عيسى أيده الله، وأن نشكر الحكومة الموقرة وأعضاء اللجنة الدولية المستقلة، وجميع من ساهم في إنجاز هذه التوصيات لطي أزمتنا الأخيرة.