عندما أطلق حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى مشروعه الإصلاحي الرائد حرص على أن يشمل نقلة نوعية كبيرة للصحافة البحرينية، حيث شرع في رفع سقف مناخ حرية الرأي والتعبير، وفتح أبواب الديمقراطية، الأمر الذي جعل الدول تغبطنا عليها، فجلالته عقد العزم وهو يطلق مشروعه على أن تكون الصحافة أحد الأعمدة الهامة لذا فقد دعم الصحافة الحرة المسؤولة التي تبني المجتمع وتعزز قيم الوطنية والولاء.
الأسبوع الماضي مرت علينا مناسبتان عزيزتان، هما يوم الصحافة العالمي ويوم الصحافة البحرينية، وقد شدد جلالة الملك على مكانة الأسرة الصحافية في البحرين، وعلى ضرورة فتح جميع الأبواب أمام الصحافيين والإعلاميين، باعتبارهم شركاء رئيسيين في بناء الوطن، وهي مسؤولية كبيرة وتكليف لا تشريف، لكل قلم صحافي يحمل هموم مجتمعه، ويتطلع إلى مستقبل مشرق للوطن، يكون فيه متكامل التنمية من جميع الجوانب.
إن الصحافي في مملكة البحرين بقدر ما حمله جلالة الملك المفدى وسمو رئيس الوزراء مهمات كبيرة ومسؤوليات بقدر ما أوجد لهما الدعم والمساندة، بل تأكدا أنه لا يمكن أن يعمل الصحافي إلا في بيئة آمنة تدعمه، وتوفر له الغطاء القانوني الذي يدعم مهنته التي تعرف في العالم بأنها «مهنة المتاعب»، فحينما يأمر جلالة الملك المفدى وسمو رئيس الوزراء المسؤولين في الدولة بفتح الأبواب للصحافيين، وحينما يؤكدان أنهما شركاء في بناء الوطن، وينبهان إلى ضرورة إدراك متطلبات مهنة الصحافة وما تقتضيه بأن يكون الصحافي في كثير من محطات عمله كما الحارس الذي يحرس مجتمعه، ويرصد أي مخاطر مستقبلية قد تهدد امنه المجتمعي، ومثل الشرطي والمحقق الذي يتطلب عمله رصد الفساد والنبش عنه، وكما المحامي الذي يدافع عن قضايا مجتمعه والمواطنين، ومثل المهندس لمستقبل الوطن، وعامل البناء الذي لن يرضى أن يكون هناك بناء غير مكتمل، أو يبنى بطريقة خاطئة على أرض وطنه، بل في كثير من الأحيان يكون الصحافي هو القاضي الذي يجمع كافة الأدلة والإثباتات ومن ثم يحكم في القضايا بمنتهى العدل، كما إنه مؤرخ للأحداث وكافة المراحل بكتاباته التي تعد مستقبلاً تاريخياً ومرجعاً هاماً يكشف عن بوصلة الوطن، وهو أيضاً أحد جنود الوطن فالقلم اليوم سلاح في وجه الحرب الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها مملكة البحرين، لذا فالجيل الصحافي في عهد الملك حمد والذي انطلق مع مشروعه الإصلاحي وتسلم منه شرف مهنة الصحافة الديمقراطية عليه أن يدرك أن الصحافة الحرة تعني البناء لا الهدم وعدم إثارة الفرقة المجتمعية.
كما لا ننسى أن جلالته افتخر بأن البحرين لم تشهد يوماً سجن صحافي أو إغلاق مؤسسة صحافية واعتز بتوافر الإطار التشريعي لأمن وسلامة الصحافيين، وحصولهم على المعلومات وحماية سرية مصادرهم وحظر إهانتهم أو التعدي عليهم، فكلماته هذه إنما تعبر عن مواقفه الداعمة بأنه منع سجن أو تهديد أي صحافي أثناء تأديته لمهنته، أو حتى التقليل من شأنه، وهو يؤدي واجبه أمام الآخرين، وقد كفل له الدستور البحريني هذه الحقوق، فالصحافة سلطة رابعة، ولعل هذا صمام أمان وحصانة ملكية تحمي الصحافي وتوجه المسؤولين في الدولة بكافة سلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية بضرورة احترام مهنة الصحافي وتقديرها والاعتراف بجهوده ومد جسور التعاون معه.
* إحساس عابر:
الجيل الصحافي في عهد جلالة الملك حمد والذي انطلق مع مشروعه الإصلاحي قصة ستروي للأجيال القادمة كيف فتح لهم أبواب الديمقراطية على مصرعيها، وتحققت أحلامهم بإيجاد مؤسسات صحافية متنوعة الاتجاهات والأطياف، شكراً جلالة الملك ونعاهدك أن نكون على قدر المسؤولية وأمانة القلم.