أجمل المشاعر وأنبلها وأكثرها قدرة على الوصول بالمواطن الشريف إلى قمة الفخر والانتماء، هي لحظة ظهور الدولة، خصوصاً في وقت الأزمات أو لحظات الخوف والوجل والخشية والرهبة، والعبد لله كان يوم الإثنين الماضي، فخوراً، فرحاً، مسروراً «متشققاً من الوناسة» لبيان قوة الدفاع.
نعم، «إن عدتم عدنا» هذا ما كان يقصده المشير خليفة بن أحمد، فيا أيها الشرذمة من خاملي الذكر والبقية القليلة، استعدوا للدخول في الشقوق الضيقة من جديد، فقد جاءكم «الذيب»، و«أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة».
ذلك لأن الشرذمة تعلم جيداً، أن صقور المشير قادرة على أن تلبسهم من جديد «براقع وعبايات».. أعلم بأن ضحكات شريرة متقطعة تطلقها في هذه اللحظة، لأني ذكرتك بصاحب «العباية»، ذلك لأنه من نفس طينة الشرذمة بل هو من ساداتها.
«نخزني» ذلك الذي كان جالساً بجانبي في القهوة وأنا أكتب المقال، وقال لي وهو ضاحك: «أعرف أنك تسعى لاستفزازهم بكلمة شرذمة، ذلك لأنك عرفت أنهم منزعجون من وصف بيان الجيش لهم بالشرذمة.. ألا تخشى أن يتهموك من جديد بازدراء أو تحقير طائفة»؟!
قلت له: «والله أبداً، فمنذ 2011 وأنا أفصل بين هذه الشرذمة والطائفة، والفضل في ذلك لصديقي اليساري القديم الكاتب إسحاق يعقوب الشيخ والذي كتب في عام 2012 شرحاً تفصيلياً لمعنى الشرذمة فقال: «إذا كان هناك من يرى أن هذه الشرذمة التي تقوم بإخلال أمن الوطن تجسد في عملها الشائن هذا ما يكرّس حقوق الطائفة.. فإنه يسيء إلى طائفته شاء أم أبى».
أعلم بأن كلمة شرذمة ضاغطة على أعصابك وتستفزك، إلا أنني كلي تصميم على استخدامها لأنها تعكس واقعاً ومحل وصف ينطبق عليك، والدليل البيانات الصادرة عن كل من جمعية «الوفاق»، وجمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد»، وجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي، والتي وصفت فيها ما حدث في «كرباباد» وأدى إلى استشهاد أحد رجال أمن وإصابة آخرين بإصابات خطيرة، بأنه حادث وليس عملية إرهابية!! بذمتك، هل هؤلاء شرذمة أم جمعيات سياسية؟ بل شرذمة تسيء إلى طائفة، كما قال صديقي اليساري.
«ويا سيدي طيب خاطرك، كل شيء ولا زعلك، وبلاش كلمة شرذمة»، ولن أقول عنك إنك خائن وعميل ومتواطئ، ليس خوفاً على مشاعرك بل لأن ذلك الأمر انتهينا منه منذ زمن، ولكن سأسحب كلمة شرذمة وأستبدلها بكلمة «سفالة» فما رأيك؟!
ألا تتفق معي بأنها مناسبة تماماً، خصوصاً إذا ما عرفت أن فتيان وفتيات «سفالة»، ظهروا في شريط مصور، وهم يحتفون ويهللون وينشرون الورود فرحين بالعملية الإرهابية في «كرباباد» وسفك الدماء التي حرم قتلها، أليس ما فعلوه يشكل قمة في الـ«سفالة»؟