59 شهراً مضت على مقولة مهمة للقائد العام لقوة الدفاع المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة «أقول للذين لم يستوعبوا الدرس: إن عدتم عدنا، وستكون عودتنا أقوى»، وهي المقولة التي مازال صداها يرن في الآذان منذ مايو 2011.
الجماعات الثيوقراطية الراديكالية التي تتبنى أيديولوجيا ولاية الفقيه أو ذات صلة بحزب الله الإرهابي التي قادت المحاولة الانقلابية الأخيرة أصرّت على مواصلة نشاطها. فاستمر التحريض من المنابر الدينية، وتواصلت حملات شبكات التواصل الاجتماعي، والفضائيات المشبوهة، وزادت الاتصالات مع الحكومات الأجنبية، ولم تتراجع العلاقات مع المنظمات الحقوقية الدولية، كذلك الاجتماعات في وزارات الخارجية الإيرانية والغربية.
النتيجة أعمال إرهابية لم تتوقف، راح ضحيتها عشرات الشهداء الكرام، ومئات من المدنيين ورجال الأمن، إضافة إلى تشويه سمعة البحرين في الخارج، وتحويل الجُرم الإرهابي إلى ما سُمي بالعمل السلمي والدفاع عنه وتبريره رغم جهود الأجهزة الأمنية في صد الإرهاب وجماعاته طوال 59 شهراً.
لم يكن البيان الهام لقوة الدفاع أمس مفاجأة، إلا لمن لا يعرف معدن رجال قواتنا المسلحة، فهم أهلٌ للشدائد، وذوو حزم لمن يفكر في المساس بمكتسبات الوطن ومقدراته وأمنه واستقراره أو مكون من مكونات شعبه. وتضحياتهم لحماية الأمن الوطني في الداخل والخارج مشهودة، ولا ننسى دورهم الشجاع في دحر مؤامرة 2011.
الإرهاب في البحرين طال أمده، وحان أوان اجتثاثه كلية، وشعب البحرين لن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات الجماعات الإرهابية العبث بالأمن، أو محاولات جماعات سياسية راديكالية بائسة تعبث ذهاباً وعودة لتشويه سمعة البحرين بين العواصم الغربية. ولا يمكن القبول أكثر بإجراءات شكلية في تطبيق القانون، بل يجب أن يكون تطبيقنا للقانون حازماً وصارماً ويتناسب مع حجم الحدث. لذلك نؤمن أن إعلان قوة الدفاع جاهزيتها للتصدي للمجموعات الإرهابية هي مرحلة عودة الحزم، فلا تجاوز لسيادة الدولة أو دستورها أو قوانينها الوطنية. ولسنا بحاجة لمن يملي علينا ما يجب القيام به لحفظ أمننا من الخارج، أو يعلمنا دروساً في حقوق الإنسان وهو يفتقدها أو يتعامل معها بمكيالين.
بكل تقدير والتزام صادق، نؤكد دعمنا لجهود قوة دفاع البحرين في القيام بمسؤوليتها الوطنية، وإن عدتم عدنا.