لا يعرف كيف شاغبه طفله، وخرج للمجلس، وهو الحريص على عدم إخراجه حتى لا يراه أحدهم، إلى حين يكبر، عندما ناظره أحد الرجال، وقد كان الطفل جميلاً جداً، وذو بشرة شديدة البياض، وشعره يميل إلى اللون الأشقر، وعيناه كبيرتان، قال لابيه: ما هذا الطفل الذي يشبه «عيال الإنجليز؟»، فنبهه الأب إلى ضرورة قول «ما شاء الله»، إلا أن الطفل لم يسلم بالطبع، فلم تمر نصف ساعة حتى تغيرت لون عينيه، وتحول السواد إلى بياض، ولم يعد يرى، وعاش طيلة عمره حتى توفي وهو أعور! «في ناس اتقول ما شاء الله بس مو من قلبها!».
شعرها ليل حالك، طويل وكثيف جداً، لا تذكر أنها يوماً قد قامت بتصفيفه «عمل استشوار له»، بسبب نعومته وطبيعته الجميلة التي لا تحتاج لأي نوع من أنواع التصفيف، ذات يوم وهي تطل من باب منزلها، وقد انسدلت جدائلها الطويلة الناعمة ناظرتها امرأة عجوز من الجيران، كان ابنها قد تزوج بامرأة شعرها لا يطول، وغير ناعم بالمرة، همهمت العجوز قائلة «اييه ذي البسايل والشعر مو اللي عندنا!»، ابتليت المرأة بظهور ما يشبه الكرة في نهاية رأسها ورغم ترددها على أفضل الأطباء، إلا أنهم وقفوا حائرين أمام تشخيص المرض والشكل الذي يشبه الغدة وليس بغدة! ذات صباح نهضت مبكراً فوجدت أن شعرها عاد لطبيعته واختفى الشيء الغريب الظاهر برأسها، لتكتشف بعدها بساعات أن العجوز قد توفيت!
في حفل زفافه وقف مع عروسته، كان وسيماً وزوجته أيضاً ملكة في الجمال والأناقة، سمعت إحداهن النساء يقلن «إن كان هو بهذا الجمال وزوجته كذلك فكيف سيظهر الأبناء؟»، لهم الآن أكثر من خمس عشرة سنة يتنقلون من بلد لآخر أملاً في الحصول على علاج للعقم وعدم الإنجاب!!
يحب أكل السمك كثيراً رغم أن عمره لم يتجاوز الثماني سنوات، إلا أنه كان شرهاً في الأكل، وهو يأكل ناظرته إحداهن قائلة: لم أرَ طفلاً يأكل السمك بتلك الطريقة، لم يتبقَ في الصحن شيئ! من يومها لم يعد يستطيع أن «يشتم حتى رائحة السمك»، ولا يرغب في أكله، مضت به السنون حتى أصبح رجلاً وذات صباح نهض وقال لزوجته: إنني أشتهي أن أتغدى اليوم سمكاً! اكتشفوا بعد فترة أن المرأة التي قالت هذه الجملة قد توفيت في نفس اليوم الذي عاد لتناول السمك فيه!
تقول إحداهن: اتجهت لمنزل إحداهن للمباركة لها على منزلها الجديد، وقد أقامت حفلة استقبال وجاءها الناس وبنفس اليوم فجراً احترق المنزل كله!
أخرى تقول: لي قريبة تقول «لا أراك إلا بالشارع!، ريلج كله بالسكه – الخارج»، ومضت عليها أكثر من خمس سنوات تعاني من صدفية أسفل القدمين والآلام مستمرة في قدميها، وعجز الأطباء عن تفسير أسبابها!
مشكلة بعض الناس في قضايا «العين والحسد» التعميم، بمعنى تجد فريقين، الفريق الأول يقول «وانتو بس كله عبالكم بتصيدكم عين؟»، والفريق الآخر يعتقد أن كل قدر يأتيه من الله جاء بسبب العين والحسد!
لا يفهم الناس أن هناك شخصاً «على قوله مال اللول نجمه خفيف»، يكون كما الثوب الأبيض الذي إن ارتديته وخرجت به للخارج فيكون عرضة للتلوث، وتصيبه البقع أسرع من أثواب الآخرين، وهناك أشخاص بالفعل نجمهم خفيف، يصابون بالعين بسرعة رغم أنه لو دقق الإنسان لما وجد شيئاً فيهم يختلف عن الآخرين، في حين هناك أشخاص منحهم الله كل نعمة ورغم ذلك لا يصابون بالعين أبداً، حتى وإن لم يتحصنوا، والدنيا أقدار ونصيب، حتى في مسألة العين!
أحياناً تحتاج لأن تقول وأنت تطالع حال بعض الناس «من النوع اللي عيونه حاره وايد»، الذين لا يتركون شيئاً في حاله بلا متابعة وتدقيق وتركيز «والله هالناس اللي عندهم طاقة كبيرة في ضرب الناس بعيونهم في أقل من الدقيقه لازم نجمعهم كلهم ونوديهم فلسطين ونخليهم يقولون «أكثر من نصف قرن ولا تحررت فلربما بسبب عيونهم الجماعية تتحرر وينفك كرب أهلها!!».
* إحساس عابر:
- دائماً ما أقول لأي إنسان حزين أو مكتئب اتجه للشخص الحسود واجعله يتحدث عنك، سيذكرك بمزايا عندك، ونعم يراها أنت نفسك لم تلحظها، متوفرة لديك، ولا تشعر بها، فالحسود يكتشف أموراً فيك لم يخطر ببالك يوماً التفكير فيها! سيجعلك تقول الحمدلله على نعم الله!
- نحن في زمن كثرت فيه الابتلاءات والآفات حتى العين والحسد بلاء وآفة أخذت تنخر حياة وأجساد الناس فتحصنوا.