إن نظام «ولاية الفقيه» سعى ويسعى وعبر بوابات ومنافذ مختلفة للتوغل والاندساس في داخل البيت العربي وتلويثه بالفكر الطائفي الانعزالي الذي يبعث على الفرقة والاختلاف والانقسام بين أبناء الأمة الواحدة، وقد كان هدف هذا النظام من نشر أفكاره المشبوهة المعادية والمضرة بالامنين القومي والاجتماعي العربي هو أن يضمن الأرضية والمناخ المناسبين لكسب المزيد من العرب كي يستغلهم كوقود لمشروعه المناهض للعروبة والإسلام، وقد كانت قناة «المنار» واحدة من هذه البوابات التي يطل من خلالها نظام «ولاية الفقيه» ليروج فكره الضال المشبوه في العالم العربي.
قناة «المنار» ومنذ انطلاقتها وشروعها ببث ونشر الأفكار الضارة المضرة من خلال القمرين «عرب سات و نايل سات»، فإنها وللأسف قد حققت نجاحاً في شحن وحقن بعض العقول والنفوس بسموم أفكار ومنطلقات نظام «ولاية الفقيه»، ووجه الخطورة في هذه القناة هو ما كانت تقوم به من قلب للحقائق والتمويه عليها بحيث تجعل الباطل حقاً والعكس من ذلك، وإن التأثيرات الضارة لهذه القناة وبعد أن بدأت تطفو للسطح، كان لابد من اتخاذ إجراء عربي حازم ومس?ول تجاهها وعدم السماح لها بأن تسرح وتمرح دونما حساب، فكان القرار العربي الصائب بإغلاق هذه القناة من القمر الصناعي «عرب سات»، ومن ثم من القمر الصناعي «نايل سات». ما قد قامت به قناة «المنار» من الدعوة لأفكار ومبادئ نظام «ولاية الفقيه» الهدامة والتحريض والتأليب على الأنظمة والشعوب والحكومات العربية، والدعوة بأساليب ووسائل مختلفة من أجل قلب ظهر المجن لها والانجراف وراء أراجيف وخزعبلات نظام «ولاية الفقيه»، قد أوصل الصبر والحلم العربي إلى نهاية الخط، خصوصاً وأن البعض ممن انبهروا وانخدعوا بهذه الأفكار السامة طفقوا يسعون لنشرها وبثها في دائرة أوسع، وهنا كانت المشكلة، وجاء قرار إقفال حساب قناة «المنار» من قمري «عرب سات» و«نايل سات»، وإغلاقها، كإجراء عربي حاسم وحازم للوقوف بوجه هذه البوابة المشبوهة.
الإعلام كما نعلم جميعاً هو في المجتمعات المتحضرة والمتقدمة بمثابة سلاح فعال ووسيلة فعالة من أجل إيصال الأفكار والمبادئ ونشرها بين الناس، وبالتالي خلق رأي عام يبنى على أساسه الخطاب العام للجماهير والشعوب، وقد كانت قناة «المنار» وللأسف البالغ تعمل بصورة أو بأخرى من أجل خلق رأي عام وخطاب عام، أساسه وأرضيته أفكار ومنطلقات نظام «ولاية الفقيه»، لكن افتضاح دور نظام «ولاية الفقيه» في المنطقة والذي يسعى لتمرير مشروعه السياسي ـ الفكري المشبوه، والنهوض العربي ضده والتصميم على مواجهته وإجهاضه، دفع بالعرب للالتفات إلى هذه القناة وإغلاقها وكف شرها عن العروبة والإسلام.

* الأمين العام للمجلس
الإسلامي العربي في لبنان