يبدو أننا موعودون بجزء ثان وقد يكون هناك ثالث، في مسلسل غرفة تجارة وصناعة البحرين، فالعرض ما زال مستمراً، وأبشرك عزيزي القارئ، خلاص، مشاكلنا الاقتصادية والمالية والسياسية والإقليمية كلها ستحل بعد أن اكتملت «اللعبة» وأزيح خالد المؤيد من على كرسي الرئاسة، وتحقق المراد من رب العباد، وخلا الجو للمثابرين والساجدين، فمتى ما كنت مثابراً ومجتهداً وساجداً وصاحب طموح، تحقق المراد. بادئ ذي بدء، وبعيداً عن نظرية المؤامرة، لست معنياً في كلامي هذا، خالد المؤيد لا أكاد أعرفه، لا من قريب ولا بعيد، فأرح عقلك من عناء البحث ولا تتأول الهرولة وتصدق خداج المتأولين. مثلي يفهم المقصود من هذين السطرين الأخيرين، منبتة القيل والقال، وعلى رأي المثل الشعبي: «كل يرى الناس بعيني طبعه»!! أما الآن، فدعنا الآن نقف على ما قاله خالد المؤيد في خطاب الاستقالة من كلام خطير، يقول: «فجرت الوزارة المعنية بشؤوننا إلى مستنقع حفرناه بأيدينا، وطلب من الوزارة أن تفتي بما لم يفت فيه من قبل ووصلنا الآن إلى بدعة التدوير، أقول بدعة لأنها كذلك، فهي ما لم تمر على سلفنا (...) وأنا شخصياً لا أتفق مع هذه الفتوى التي أدلت بها وزارة التجارة، كما لا أرضى أن أزج بالغرفة في خلاف مع الوزارة على أمر بهذه الأهمية، على هذه العجالة»!! لست ممن يقرأ بدون تدبر وإدراك العلاقة بين معاني الكلمات والجمل وفهم الدلالات المباشرة وغير المباشرة، بل أسعى لقراءة ما بين السطور لفهم معاني الكلمات، ولا أخفي عليكم أن الفئران عبثت في صدري، وزرعت فيها الريبة والشك، وما ظني أن المؤيد حين قال: «فجرت الوزارة المعنية بشؤوننا إلى مستنقع حفرناه بأيدينا»، يعني أمراً مختلفاً عن المعنى الذي يدور في أذهاننا جميعاً، خصوصاً إذا ما ربطنا الأسماء ببعضها البعض، وتحللنا من عقدة الخوف، وقلنا للمخطئ في عينه، أنت مخطئ، حتى لو كان وزيراً!! دعنا نقف على أمر آخر، حتى تتبين لنا أبعاد ما يدور خلف الستار وفي الخفاء، ودعك من كل هذا، فما أردت الحديث عنه هو «بدعة التدوير»، في «بيت التجار»، وهي بدعة باطلة، ما أنزل الله بمثلها من سلطان طوال تاريخ «بيت التجار» الممتد لثلاثة أرباع القرن، وما ظني، والظن قد يكون أكذب الحديث، أن المقصود من هذه «البدعة» وإخراج أربعة أعضاء مجلس الإدارة من بينهم النائب الأول عثمان شريف، وإدخال أربعة أعضاء محلهم، سوى محاولة لتقليم أجنحة خالد المؤيد وتجريده من أكفأ مساعديه ومنعه من القيام بمهامه كرئيس مستقبلاً، لذلك رفض المؤيد «بدعة التدوير» وقالها في وجوههم: «لا يشرفني»!! لكن هل انتهى الأمر عند هذا الحد؟ أبداً، وراس غاليك، فالمسلسل مستمر كما سبق وقلت، وهناك تفكير لإنتاج جزء ثان وقد يكون هناك ثالث، والجزء الثاني بدأ بالفعل برفض استقالة خالد المؤيد والمطالبة بعودته فوراً إلى كرسي الرئاسة ولكن بشروط، أول هام تثبيت صحة «بدعة التدوير» كأمر واقع، ثاني هام، تغيير الرئيس التنفيذي للغرفة «محل الخلاف الأصلي». ارجع يا المؤيد، «إرجع يا روح الروح.. ارجع الهجر ما يسوى»، ولكن بشروطنا!! هل تأملتم ما آلت إليه أول وأقدم وأعرق الغرف التجارية في منظومة اتحاد الغرف في الخليج العربي والتي تأسست في المنطقة عام 1939، وأسسها أجدادنا كصرح يرسم المستقبل لجيل من بعد جيل؟! هؤلاء تجارنا يا سادة.. هؤلاء عماد اقتصاد البلد.. يتصارعون على كرسي «بيت التجار»!! شيء فعلاً مؤسف ومحزن في الآن نفسه، مؤسف لأن المواطن البسيط يعاني ويكابد في سبيل أن ينهض هذا البلد ويتحسن وضعه الاقتصادي، فيما المعنيون أصلاً بدفع عجلة التنمية والنهوض بالاقتصاد، يصارعون ويكابدون من أجل الكرسي. صحيح، كلٌ يغني على ليلاه..