لا أدري ما بال أذكى رئيس في العالم، سيادة جناب «الكومندا» باراك أوباما بالعرب «اللهم بارك له في حسناته بوصفه سمح لإيران بإنتاج النووي»، فما زالت صدى مقابلته سيئة، الصيت لمجلة «ذي أتلانتيك» تؤتي ثمارها العطبة، وحالياً تمارس إدارته مع مصر «كما مارست – ومازالت – مع البحرين والمملكة العربية السعودية» عملية «ابتزاز سياسي»، ولا أدري ما هي المشكلة الطبية أوالعقلية أو النفسية التي تجعل الأمريكيين دائماً ما يتدخلون في الشؤون الداخلية للدول العربية؟!
علامات التعجب والاستفهام تلك للاستدلال، فإن تعجب فاعجب من العاهرة حين تحاضر عن الشرف، لكن على مين؟! على المصريين، العب غيرها يا أوباما.
بأسرع مما توقعت جاء رد القاهرة على واشنطن حاسماً، قاصماً، قاصفاً، على خلفية انتقادات وجهتها الإدارة الأمريكية على لسان وزير الخارجية جون كيري، عبَّر فيها عن شعوره بالقلق من تدهور الحريات في مصر، وبنفس الأسلوب المفضل والذي يهواه الأمريكيون، تعامل المصريون، فقاموا بفتح ملف قضية 173 لعام 2011 والمعروفة إعلامياً بقضية التمويل الأجنبي والتي أثارت حينها أزمة بين مصر وأمريكا، وكأن المصريين أرادوا من ذلك إيصال رسالة للأمريكيين: «بلاش أساليبكم (....) معانا.. إن كنتوا نسيتوا اللي جرى هاتوا الدفاتر تتقرى».
تعالَ عزيزي القارئ نعيد إنعاش الذاكرة قليلاً، تحديداً إلى شهر مايو 2011 حيث القضية المعروفة إعلامياً بـ «التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني» والتي أثارت غضب وسخط الشارع المصري حينها، على إثر كشف السفيرة الأمريكية في القاهرة – آنذاك – «آن باترسون»، قيام بلادها في الفترة من فبراير 2011 إلى مايو 2011 بتقديم نحو 40 مليون دولار لدعم الحياة الديمقراطية في مصر، مؤكدة أن 600 منظمة مصرية تقدمت بطلبات للحصول على منح أمريكية. على إثر ذلك، قامت السلطات الأمنية المصرية بالتحقيق في الأمر، وأحالت للقضاء عدداً من المنظمات المتورطة، وقضت محكمة جنايات القاهرة في 4 يونيو 2013 بمعاقبة 43 ممثلاً من المنظمات غير الحكومية الأجنبية، بما في ذلك 17 أمريكياً واثنين من الألمان، الذين كانوا يعملون على تطوير المجتمع المدني والحكم، بالسجن لفترات وصلت خمس سنوات، وحل فروع منظمات «المعهد الجمهوري الديمقراطي»، و»المعهد الديمقراطي الوطني»، و»فريدم هاوس»، و»المركز الدولي للصحافيين»، ومركز «كونراد أديناور»، وجميعها منظمات أمريكية.
ولكن لأسباب لا يعلمها الا الله وحده، «كفى على القضية مجور» حينها، وتم ترحيل الـ 17 أمريكياً إلى بلادهم في سيارات مدرعة من مبني النيابة الي مطار القاهرة، حيث كانت طائرة خاصة في انتظارهم، نقلتهم لواشنطن، ولكن اليوم، أعادت محكمة جنايات القاهرة فتح القضية مرة أخرى لظهور بعض المعلومات الجديدة فيها.
اعلم بأنك بدأت تطلق ضحكات شريرة متقطعة بداخلك عزيزي القارىء، لكن في السياسة كل شيء جائز «واللي تغلبه العبه»، ومن يعرف الأمريكيون، يعرف جيداً أن «الشغل» المصري هو الوحيد الذي يتناسب معهم، وحذارِ من لعنة الفراعنة يا أوباما. وفي لعنة الفراعنة، سأزيدك من الشعر عبارة يا أوباما، مكتوب على مقبرة الملك توت عنخ آمون: «سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعنة»، فهل تكفيك هذه العبارة المنقوشة لتعيد حساباتك ألف مرة.
على العموم، أوباما ابن حلال ويستاهل!!